قد نحتاج لخزينة كافية وذخيرة كبرى من المعلومات والإحصائيات أذا ما أردنا الحديث عن بطل من رعيل المناضلين الأفذاذ الذين تركوا إرث مخلد وصولجان لا يمكن يمحى من صفحات التاريخ، اليوم وفي غمرة هذا المقام المهيب يبرز اسم البطل العميد جعفر أحمد صالح الكعلولي الصبيحي ليقف في مقدمة رعيل المغاوير الذين سطروا مواقف البطولة ومحطات التضحية في مختلف الميادين.
لهذا البطل الوطني والقومي سجل حافل بالمآثر البطولية الخالدة أهمها وقوفه الصلب في وجه صلف وعدوان مليشيا الحوثي الكهنوتية اثناء اجتياحها الجنوب صيف 2015م، أسهم حينها هذا البطل المغوار في كسر زحوفات هذه المليشيا وتكبيدها صنوف الخسائر، تصدى ابن الكعللة الصبيحي ببسالة الرجال الأشداء لغطرسة هذه الجماعة المارقة وضرب معها موعداً للنزال في العديد من الساحات أبتداءً من جسر الحسيني الملحمة والبطولة والشهيرة في معارك المليشيات الحوثية والتي كان قائدها البطل والأسد وزير الدفاع الأسبق اللواء محمود الصبيحي ثم صحاري وقفار الجحار وسلسلةجبال كهبوب وماأدراك ماهي جبال كهبوب ووصولاً الى ساحات الردئ في جبال الراجالة العجند بالوازعية وغيرها من مرابض رجال الله الذين يحمون أمن هذا الوطن .
البطل جعفر الكعلولي في مشواره النضالي لمواجهة عناصر مليشيا الحوثي الشمالية تحمل وعثاء السفر من موقع الى آخر وصنوف المشقة والعناء بمختلف أشكالها وأنواعها فكان هذا الثائر يجتاز المحن والصعاب بثبات الصناديد العظام ويقهر التحديات بروح تتوق للحرية والإنعتاق من وقائع ظلم وجور مليشيا الحوثي الرجعية والكهنوتية والسلالية.
ترجل هذا البطل الكعلولي الأصيل من حضيرة الوحوش الكاسرة وأنبرى لمواجهة ترسانة العدو المدججة بمختلف أنواع السلاح ومعدات وأدوات القتال الثقيل والمتوسط وخاض مع تلك الجحافل فواصل من المواجهة الشرسة والعنيفة، داس هذا الوطني الغيور على خشوم الأعداء ولقن هذه الشرذمة الباغية دروساً مؤلمة وقاسية في كيفية الصمود والإبآء والتضحية، استطاع الجعفر الكعلولي أن يسدد رمياته بعنف ليختطف أرواح الغزاة وينتزع حياتهم بفضل الله ويقطع لهم تذاكر سفر الى حيث لا رجعة، تمكن هذا الشبل برفقة زملاء النضال من رسم لوحة الإنتصار وصنع مجد جديد لأمة لا ترضأ أن تعيش بغير عزة وكرامة.
ظل هذا البطل ممسكاً وبثبات بمبادئ وقيم أسلافه الثورية والوطنية والدينية فكانت الحصيلة النهائية التي جناها هي مناقب خالدة ومآثر بطولية وتواجد أيجابي مؤثر في رحى ساحات الفداء والتضحية.
ناضل هذا الثائر بصمت فكان يكتنز في دواخله دور البطولة ولم ينتظر أو يطلب يوماً من أحد أن يكافئه جراء تضحياته أو يساوم برصيده وسجله النضالي مقابل حفنة زائلة من المال أو مقابل الحصول على صفة أو منصب آني كما هو حاصل عند بعض المأزومين الذين يعانون من مرض المسؤولية والحب الأعمى للسلطة والذات الشيطاني الملعون الذي يجعل منهم مجرد مسوخ بشرية تنسى معروف من كان له فضل عليها وتصل الى درجة عالية من الوقاحة وقلة الأدب والذوق والتمرد والتعالي والغرور والتطاول على من كان سبباً في وصولها الى هذه المكانة أو المرتبة التي لم تكن مؤهلة لها ولن تدوم سلطتها فيها حتى تنتشي وتغتر وتتباهى وتتجبر وتتعالى على الآخرين فالأيام دول يوماً لك ويوماً عليك والتاريخ لن يرحم هذه الاصناف من رويبضات آخر زمن.
ظل البطل جعفرالكعلولي شامخاً يسير بثبات تام متمسكاً بمبادئه وقيمه لم يتزحزح أو يكترث يوماً لنداء المغريات، سار في خط محبة الله ورسوله، ظل نموذجاً لذلك الشاب الذي يختزن في مكنونه موسوعة من أنبل القيم والمبادئ السامية التي تشرب الكثير منها من نبع أسرة كريمة وعريقة لها بصمات ومأثر خالدة ومكانة رفيعة ومقدسة لايمكن الأساة في تاريخها البطولي في الصبيحة وصقل الجزء الآخر تجارب ومعمعات الحياة ودروسها المختلفة، كانت الحرب مفتاحاً لتفجير الطاقات الثورية الكامنة في ذات هذا الشبل فدنت ساعة الصفر التي أشعلت فتيل مشاعر الفزعة والغيرة والنكف في جوانح هذا المغوار على عرضه وأرضه ودينه لتتحول بركان هائج يصب جام حممه اللآهبة لتلتهم نواصي الأعداء وتسحق جماجمهم وتطحن عظام مفاصلهم، عندما أوغلت المليشيا وشنت حربها العدوانية الضروس على شعب الجنوب تحركت براكين النخوة وتفجرت الحمم الغاضبة في فؤاد هذا الشبل الأغر ليوثب وثوب الإسود الكاسرة مهرولاً صوب ميادين الشرف والبطولة حيث العزة والكرامة.
من هنا أنبثقت ملامح البطولة وتجسدت مدلولاتها الحية في أبهى وأنصع المواقف، شحذ ابن الكعلولي همته متزوداً بزاد التقوى وحب الجهاد ليتحمل مسؤوليته تجاه أرضه وعرضه ودينه وأمته، ترجل كفارس لايشق له غبار نحو مواطن الشهامة والنخوة ومرابض الرجال، انطلق بإتجاه هذه الميادين تخالحه أماني وتطلعات شعب التحف سماء طموحاته وحملها على عاتقه، رسم مع زمرة الأفذاذ سيناريو بطولة ملحمة النصر من أعالي جبال الراجلة والعجند، ترجم حكاية الفداء والتضحية الى جانب أقرانه ميامين الصبيحة، صعد هذا الفارس على المتارس مترحلاً بين التباب والجبال والهضاب قاهراً بذلك كل ظروف وأجواء وطقوس وتضاريس الطبيعة القاسية والوعرة ومتغلباً على كافة العوامل التي من شأنها أن تعيق وتعرقل رحلة ومشوار الجهاد ليصنع الإنتصار المؤزر ويكتب تاريخاً جديداً يضاف الى التاريخ المجيد والعريق الذي خطته بطولات الرعيل الأول من المناضلين.
في الجبهة كان جعفر الكعلولي يصول ويجول مكبداً العدو الحوثي خسائر جسيمة ومذيقاً هذه الشرذمة الباغية ألوآن العذاب والبطش والتنكيل، سطر بمعية رجال الله من رفاق دربه الجهادي بسلاحهم البسيط ملحمة كبرى وشكل برفقة تلك الكوكبة من ابناء الصبيحة جداراً عازل لمنع توغلات العدو نحو بقاع أرض الصبيحة والجنوب من ناحية الوازعية فكان ذلك بمثابة رادار يكشف ويصد ويرد ويكسر زحوف الغزاة ويلحق بها الهزائم النكراء
ونظراً لخبرته القتالية وكفائته التكتيكية في ميادين المعركة وجهوزيته التامة لخوض غمارها في أي وقت وحين وتحقيقه للإنتصارات والإنجازات في كل المواقع والأماكن والساحات وامكانيانه الهائلة التي تصنع الفوارق في المعادلة الحربية وقدراته الفائقة على قلب الموازين وترجيح الكفة أثناء المواجهات المسلحة وسرعة بديهته وكذا تميزه بالإنسجام والتأقلم مع مختلف الأجواء ولما يمتلكه من صفات تجعل منه واحداً من رجال المسؤولية في هذه المرحلة فقد أوكلت اليه مهام قيادة قوة الردع والشرطة العسكريةلقوات العمالقة الجنوبية بقطاع شريط الساحل الغربي من قبل القائد أبو زرعة المحرمي الذي شهد لهذا البطل بالكفاءة والقوة والنخوة والشجاعة والحكمة في إدارة المهام العسكرية والأمنية في أصعب وأحلك الظروف.
لم يكن البطل جعفر الكعلولي يوماً من أولئك الذين يبحثون عن الأضواء ويتهافتون كالذباب على مائدة فتات المسؤولية كما هو حال البعض هذه الأيام بل كان ومايزال معتزاً برصيده النضالي الناصع وبما قدمه في سبيل الجنوب، فخوراً بتضحياته، معتبراً أغلى وسام حصل عليه خلال حياته النضالية هو حب وأحترام الناس.
فهؤلاء هم النادرون المتواضعون الذين مهما كان زخم عطاءتهم يناطح عنان السماء يظلوا مكتفين بما صنعوه وجلب لهم إحترام وحب وقبول البسطاء من الناس لا يتغيرون بتغير مستوياتهم الوظيفية أو المادية أو المعيشية يظل لهم أرتباط بمعاناة البسطاء الى آخر نفس في حياتهم لتكون النتيجة الأخيرة هو الأثر الطيب والذكرى العطرة التي لا تمحى من قلوب العامة، وقلائل هم أولئك الذين نقشوا اسمائهم بإحرف من نور في قلوب المساكين واستطاعوا أعتلاء عروش إفئدتهم وهذا القايد وأحد من هؤلاء الذين كالأحجار الكريمة والنفيسة لا نراهم إلا فيما ندر ولا يتكررون كثيراً في زمن خطف فيه لصوص الثورات وغربانها الأوغاد مساحة الدعاية والإعلام ليضفوا قذارة على الأحرف والكلمات فوق قذارتهم على الواقع المعاش.