*"بعض"من يحمل صفة(وزير)يتلاعب بحروف الصفة بما لا يوصف و لا يرصف وضاعة و سفالة و شناعة و فسالة حتى بات العقلاء منه على وجل و يخجلون لأجله أشد الخجل!
*فتارة يسقط(الواو)فيصبح(زيرا)في منتهى الوقاحة و غاية الرقاعة حتى صار(زيرا)بل خنزيرا بالوعظ لا يرتدع و بالنصح لا ينتفع و لكل القبائح وجهه لا يمتقع:
وزير قد تكامل في الرقاعة…فلا و الله لا يصحو لساعة
إذا أهل الخنا اجتمعوا لديه…فخير القوم أفسدهم بضاعة
و ليس يلام في هذا بحال…لأن الفسل أفلت من مجاعة
*و تارة يسقط(الياء)فيحمل(وزرا)إذا يحمل وزر ظلم المواطنين و المراجعين و المتابعين سحتا و نهبا و رشوة و سلبا و غشا و نصبا.
ثم لا يكتفي و لا يشتفي حتى يقرض مال وزارته قرض الفار و عما قريب هو مناضل و معارض و…. فارّ:
نكب الوزارة ماكفاه فبذكرها…أزرى و بالوزر العظيم تأزرا
*و هو مع كل هذه المثالب و المخازي يمشي بين الناس مغترا متكبرا و محترا متبخترا غافلا عمن سبقوه في المجال و المسلك و المآل و المهلك ممن ظلموا و تكبروا و غشموا و تجبروا و بالحرام تبختروا فخابوا و تعثروا و هانوا و تبخروا.
إذ خانوا فهانوا فكأنهم ما كانوا:
انظر إلى ذي الدار كم…قد حلَّ ساحتها وزيرُ
و لكم تبختر آمنا…وسط الصفوف بها أميرُ
ذهبوا فلا و الله ما…بقي الصغير و لا الكبيرُ
و لمثل ما صاروا إلي…هِ من الفناء غدا تصيرُ
*و مهما كرع وزير السوء من(نعيم)وزارته الزائل و ارتكب لأجل ذلك الرذائل و منع صاحب الحق و السائل فلن يخرج منها بطائل و ما هو من ثوابها بنائل ف(جحيم)وزره نصب عينيه ماثل و عن طريقه ليس بمائل:
فصرتَ وزيرا و الوزارة مكرع…يغصُّ به بعد اللذاذة كارعُه
فكم من وزير قد رأينا مسلّطا…فعاد و قد سُدت عليه مطالعُه
و لله قوس لا تطيش سهامها…و لله سيف لا تفلّ مقاطعُه
*و من المضحكات المبكيات و شر البلية ما يضحك أن تجد وزيرين لنفس الوزارة في بلد واحد و كل منهما ينادي لنفسه بالوزارة و قد شمر لأجل مغانمها إزاره و فتح لأجل مغارمها أزراره:
فقدتكمُ يا بني الجاحدة…أفي كل يوم لكم آبدة
متى سمع الناس فيما مضى…وزيرين في دولة واحدة
*فإن أردت أن تفاضل بينهما رأيت من الزور و البهتان و الظلم و الطغيان و الجهل و الهذيان ما قد فاق فيه الوزيران جميع الإنس و الجان:
وزيران أما بالمقدم منهما…فخبل و بالثاني يقال جنونُ
متى تلقَ ذا أو تلق ذاك لحادث…تلاقِ مهينا لا يكاد يبينُ
*و لأننا في زمن الرويبضات و تكاثر الآفات فقد صار العجب العجاب أن تجد وزيرا من أولي الألباب.
و لأننا في زمان العسر و النكد و غلبة الشر و الكبد كان الوزراء لزمانهم مناسبين و مع فساد أهله متناسبين:
إن زمانا أنت مستوزرٌ…فيه زمانٌ عسرٌ أنكدُ
يذمك الناس جميعا فما…يلقاك منهم واحد يحمدُ
عين الذي استكفاك في حكمه...أمرَ الرعايا عائرٌ أرمدُ
*فيا أيها الوزير الذي تمشي في الأرض فرحا مختالا و في الرعية مختلسا محتالا و الله ما لمن استوزرك من قدر و تقدير و أمر و تدبير لا من قبيل و لا من دبير فدعك من غرورك فقد كدت تطير ثم تحاسب على النقير و القطمير:
هبك كما تدعي وزيرا…وزير من أنت يا وزيرُ
و الله ما للأمير معنى…فكيف من وزّر الأميرُ
*و أما قبل و بعد فلله قسم لا يحنث و وعد لا ينكث و موعد لا يخلف و جند لا يتلف.
فالصبر من العباد و النصر ممن لا يخلف الميعاد:
سنصبر إذ وليتَ فكم صبرنا…لمثلك من أمير أو وزيرِ
رجوناهم فلما أخلفونا…تمادت فيهمُ غير الدهورِ
فبتنا بالسلامة و هي غنمٌ…و باتوا في المحابس و القبورِ
و لما لم ننل منهم سرورا…رأينا فيهمُ كل السرورِ
**قفلة**
أكتب حروفي و أسطاري من حر رأسي و أفكاري في مسكني و داري لا أداهن بل و لا أداري متوكلا على الخالق الباري.
فمن رضي فله الرضا و من سخط فليعض جمر الغضى.
🖋️أبو الحسن جلال بن ناصر المارمي.