كتب/ رائد الجحافي الفساد اليوم طال معظم المؤسسات والإدارات والمصالح والهيئات الحكومية..الفساد أصبح منظومة متكاملة، والفاسدين عصابة تنمو بقوة يوماً بعد يوم لتطغي على كل شيء ولم يعد هناك أي أمل لإصلاحات أو اجراءت تستطيع الحد من الفساد المتوغل في كل زوايا البلاد..الفساد لا يقتصر على أشخاص بعينهم أو مؤسسة دون أخرى إنما عم جميع المؤسسات والإدارات والوزارات، وهناك تناغم في عمل وأداء منظومة الفساد هذا الذي تجاوز الحدود وأصبح مرتبط بالمؤثرات أخطرها العامل السياسي واعتبارات أخرى كالمناطقية والشللية ومن هكذا منطلق يعمل الفساد على تهيئة بيئة مناسبة تضمن استمراره خصوصاً في ظل الأوضاع التي تعيشها البلاد كالحرب والصراعات السياسية وتضارب الأجندات الخارجية وغيرها..وهكذا أصبح مجرد التفكير في تناول قضايا الفساد أو محاولة تعرية الفاسدين عمل مجرم يضع صاحبه في دائرة التخوين والاستهداف والمساءلة، ليصل الأمر أن يتحول الرافضين للفساد عبارة عن مشبوهين يستهدفون استقرار البلاد ويعملون في خدمة الأعداء وتحت مسميات وقوالب تهم جاهزة ومعدة مسبقاً..الغالبية اليوم إن لم يكن الجميع ينهشون في خاصرة هذا البلد ويعيثون به فساداً دونما رحمة أو هوادة أو تردد..لا تعليم ولا صحة ولا كهرباء ولا اي من الخدمات ظلت بمنأى عن هذا الواقع المتصدع الذي يشوبه الفساد وينتشر في جسده ينهشه كالسرطان..تخيل أن تتضاعف معاناة الناس يوماً بعد يوم يقابل ذلك فرض المزيد من الاتاوات ورفع تسعيرة الوقود وفرض ممارسات قذرة تطال حتى التجار والمواطنين ليضطر أصحاب رؤوس الأموال بالرحيل عن عدن ومينائها وتشل الحركة التجارية تماماً ليخلو الجو لشلة بعينها تستفرد بالتحكم بكل شيء دونما رادع..مثال بسيط على أبرز صور الفساد ما يجري في صندوق صيانة الطرق والجسور الذي فرضت الحكومة زيادة 5% على أسعار الوقود تذهب للصندوق بالإضافة إلى ملايين الدولارات التي تصل من المنظمات والجهات الخارجية لذات الغرض ويهيمن عليها هذا الصندوق الذي تديره شلة صغيرة مقربة من مسئولين في الحكومة يتلاعبون بهكذا مشاريع فقط للتعاطي والتسويق الإعلامي بينما في حقيقتها مجرد مشاريع وهمية فاشلة لا تلتزم بأدنى المعايير الفنية المطلوبة، بالمقابل يقوم المسئولين على الصندوق بشراء الولاءات من خلال رصد ثلثي موازنة الصندوق وتقديمها هدايا ورشاوي بملايين الدولارات للمسئولين وحتى للسياسيين والمحسوبين على بعض الشخصيات القيادية في حكومة الشرعية والانتقالي وبعض الأحزاب..مليارات الريالات يجري العبث بها بصورة مقززة في هذا المستنقع الذي يعد أبرز آنموذج للفساد الكبير والقائمة تطول وتتشعب وتتخذ صور وأشكال كثيرة وأمام هذا العبث يقف الجميع مكتوفي الأيدي مشلولي الألسن يغضون الطرف حتى وسائل الإعلام وليس على مستوى الصحافة والمواقع الإلكترونية إنما على مستوى وسائل التواصل الاجتماعي لا يجرؤون التعاطي مع هذا المستنقع أن اكتفوا بالصمت ولم يجعلوا من أنفسهم حماة مدافعين عن شخوص المستنقع ومطبلين لانجازاتهم العدمية طالما وقرابة المليار ريال وهو المبلغ الذي اكتشف أن إدارة الصندوق رصدته ضمن ميزانية الصندوق لتوزيعها على وسائل الإعلام خلال عام واحد فقط وما خفي كان أعظم...