لم نسمع أو اعتدنا أو نرى أو نقرأ في حياتنا أن قادة الألوية والمحاور وربما مستقبلا قادة الكتائب والسرايا سيأتون لتهنئة رئيس دولة أخرى، إلا في جنوبنا المكلوم والجريح هذا، الذي أصبح ساحة للتجارب والبدع والأوهام والضلالات دون وعي أو نصيحة أو تصحيح من العقلاء.
أن يصل الأمر أن يقوم قائد لواء أو محور لرئيس دولة بأعياد وطنية أو غيرها، هذا يجعلنا ساحة للسخرية وعرضة للاستهزاء من قبل الآخرين كما لا تسمحوا للإعلاميين المبتدعين أن يقودوكم إلى أخطاء مضحكة مثل هذه السخافة الجديدة.
هل تعلمون أنه حتى وزير الدفاع لا يحق له أن يهنئ رئيس دولة أخرى، وإذا تطلب الأمر ذلك فإنه يهنئ نظيره وزير الدفاع في الدولة المعنية، أما قائد لواء أو محور فهو الأمر الغريب، والأغرب من ذلك، هو صمت الكثير من العقلاء أمام مثل هذه التصرفات التي قد توقعنا على رؤوسنا من طيش وقفزات دون مراعاة.
لا تخرجوا عن قواعد التعاملات الرسمية المتعارف عليها في كافة أنحاء العالم وساهموا في بناء الجنوب على الأسس الصحيحة والثابتة والمألوفة والمعترف بها فلا تخترعوا لنا بدعاً من إنتاجكم، فالجنوب أصبح مسرحاً للمنجمين وعازفي الدفوف والدراويش والمبتدعين، وخرج عن سياق قوانينه ومبادئه وعاداته وتقاليده.
أوقفوا هذا الهراء غير المسؤول.
لا تفتحوا الأبواب أمام التصنيفات في أن كل قائد أو مسؤول يتصرف حسب مزاجه وكل ما يدور في رأسه يقول ويعلن حسب مزاجه لأن ذلك ينتج الفوضى والبدع والهراء ويضعنا في مواقف محرجة أمام الآخرين.