يشبه الحوثي جيوش المرتزقة لدى الامبراطوريات القديمة، مقابل شيء يؤلب الامبراطور مرتزقة لا يسكنون بلده على امبراطورية خصمه، ويستفيد وينجو من التهمة، يخلخل صف عدوه ولا يخسر ولا يتحمل وزر فعلته ومتى حسمت كل الخلافات بين امبراطور وآخر يدوسان معا اولئك المرتزقة، دوساً كبيراً، ويفتتانه بتيجانهم ..
لو أن الحوثي يؤمن بملك وحاكمية جده، ورغم انها خاطئة، سنحترمه، فهو مثله مثل حاكميات كثيرة وبالطبع سوف نقاتله ولكنه يسعى هذا الأفاك فقط لتحقيق نصر إيراني على رقعة شطرنج العالم، على حساب الناس هؤلاء، وكل هذه الدماء، ولو بملايين القتلى
قاتِل لأجل نفسك، وتجبر، كن دموياً لأجلك ولتفقأ عين الكرة، ولكن كل هذه السيول من الدماء لأجل ايران وحلم الكسروي الأخير فمبكاة وضحكة كبيرة في آن..
لأجل نفسه وأحلامه يرتكب المرء كل شيء،حب النفس والسلطة كبيرين، وهو سبب دموية العالم،لكن الحوثي يموت لأجل ايران فقط، من اين له هذا الفداء لتنفيذ غرض إيراني رغم معرفته بمستقبله، فالحوثي بلا مستقبل،قطع على نفسه الطريق، لذلك سيقاتل والى النهاية
في لحظاتهم الأخيرة،سيتذكرون خطيئة الرهان المجنون لأجل ايران، وكيف فوتوا فرص البقاء ،بل والحكم، وهذا ليس غباءً جرهم الى الكارثة، بل هكذا تريد إيران،هي تنفذ خياراتها حتى ولو كلفها الأمر آخر حوثي،في اليمن، وينفذ الحوثي طموح إيران ولو كلفه الآمر آخر مواطن في اليمن، هي الحقيقة الفجة التي يجب لدعاة السلام أن يفهموها، فالحوثي لن يسالم،السلام نهايته
ظن الحوثي أن حربه سوف توجد العداء والضغينة المميتة بين اليمن والسعودية،يريد ذلك، لشرخ المستقبل بين مكة وصنعاء،ايجاد تربة خصبة لمشروع ايراني بعيد، ليس آوانه حالياً، ولكن حدث العكس وأوجد لحمة كبيرة، وأستطيع أن أؤكد أن حالة العداء والتنافر والخلاف السعودي اليمني،حكومة وحكومة، شعب وشعب، كانت قبل هذه الحرب أشد .. أما الآن بحرب الحوثي تلاشت كل مكامن الخلاف، بين اليمن والخليج، بردت الحمى الاجتماعية التي كانت فائرة، وثائرة، بين اليمني والسعودي، وأخمدت..! أراد أن يشعل الوجدان اليماني ضد الجيران، فصاروا لحمة.
تصاعد خطر الحوثية أفادنا كيمنيين، لو أستطاع الحوثي إلجام طغيانه لربح، على المدى الطويل، ولكنه أوصل العرب، كل العرب،في الخليج والمحيط الى إعتبار هذا الطابور الدموي جماعة إرهابية، ولم ينتبه للجرم الذي ارتكبه بحق نفسه، ولو أنه يفكر بجدية وبمشروعه الكهنوتي لأخذ الفرصة عقب اسقاط تصنيفه بالارهاب من الادارة الأمريكية، ورتب أوراقه، وليبتسم ولو تقية، لكنه فقط يفكر بإيران، من أجل تنفيذ كل طموحات الكسروي، على حسابنا نحن،فقط.. وهذا مفاد قرصنته بالبحر الأحمر
يتعاركان في صنعاء فصيلان متناقضان، الأول،وهو الذي يبحث خلف العمامة، وكان ضحاياه الصماد وحسن زيد والثاني الذي يندمج إندماجاً كاملاً مع المشروع الايراني وهو الطرف القوي، والغالب أمره،وفي هذه الدائرة الحوثية تتعارك نظريتان هي لدودة، وليس الأول بأفضل من الثاني، كليهما لنا عدوتان، لكن الأول على أقل القليل يفكر لنفسه،وبنفسه، ويطغي ويموت لأجل نفسه وأما الثاني، فتحتذيه إيران وبشكل مخزي.
هناك فرق بين أن تسرق لأجل نفسك،هي بالتأكيد لصوصية ولكن هي أقذر اللصوصية السرِقة لأجل آخر، أن تملأ كيس نقوده، ولو قدر لك أن تكون لصا او قاتلا أو أي شيء يعيبك كانسان أو جماعة فلتفعله لأجلك فقط، كن طاغية لأجل فكرتك، إقتل الناس وقف خلف خياراتك، لا أن تكون حوثياً عليه فقط الجهد والمذمة والدم منه ومن خصمه ونار الدنا والعالم الآخر لأجل شيء في قلب إيران
أرسل كسرى بعد قتله النعمان كل جيوشه لقبيلة عربية، إمعاناً في ذل العرب، والانفجار الذي حدث بوجهه حقق معجزة أن ينتصر العربي على جيوش كسرى في ذي قار والسبب هو كسرى، والمعلوم أن من هاجموا شيبان بمعركة ذي قار نصفهم من مرتزقة العرب ولم يذكر لهم التأريخ أي شأن بعد ذي قار،دفنتهم الهزيمة، والحوثي الآن بمقامهم سوف ندفنه، ولنكن أصدق ونقول : سوف تدفنه طهران،لم يفكر العربي ابدا أن بإمكانه هزيمة كسرى،لكن هذه المعركة كانت بداية لتبيين ضعف الدولة الساسانية ولولا ذي قار لما تجرأ العرب بتلك السهولة باسم الاسلام على التغلغل في فارس وهزيمة بل واسقاط دولة الكسروي العظيم .
كانت القادسية فرصة عربية، حشد العرب حدهم وحديدهم،ضد الفرس ليس فقط لأجل الدين الذي وحدهم بل لاجل الاستقاد من الفرس الذين كانوا عتاة، جل همهم اختطاف النساء واذلال كبار العرب، وذم الناس، لذا صارت القادسية ملحمة، عظيمة.
لذا، بالنسبة لي كيمني يواجه الحوثي، يفرحني الدعم الايراني للحوثية، وأتمنى أن يزيد وأن يتفاقم، لكوني أعرف أن أنف كالأنف الايراني لا يقيم وزناً لمرتزقته، ويقاتل بهم الى نهاية الأمر، أي سينتهي الحوثي، اليوم أو غداً،من شهوة الطموح الفارسي