آخر تحديث :الجمعة-27 يونيو 2025-01:38م

يا ضفةَ العياشِ.. انفروا ولا تتثاقلوا

الأربعاء - 31 يناير 2024 - الساعة 10:34 ص
أبو الحسنين محسن معيض

بقلم: أبو الحسنين محسن معيض
- ارشيف الكاتب


أبو الحسنين محسن معيض
يا ضفةَ العياشِ.. انفروا ولا تتثاقلوا
صباح الثلاثاء تسللَ بلباسٍ مدني جنودٌ صهاينةٌ إلى مستشفى ابنِ سينا بمدينةِ جنين، ليغتالوا ببنادقَ كاتمةٍ للصوتِ، ثلاثةَ شبابٍ من المقاومة، محمد وباسل الغزاوي، ومحمد جلامنة. وهم من قادةِ "القسام" و"سرايا القدس" في جنين. هكذا عمليةٌ مباغتةٌ لا يجب أن تمرَ دون مراجعةٍ جادةٍ من قادةِ المقاومةِ.
أولا: لأنَّها ورقةٌ رابحةٌ بالنسبة لإسرائيلَ، ستتغنى بها طويلا كإنجازٍ تكبحُ به غضبَ الشارعِ ضدَّهَا، وقد تعتبرها نوعا ما ردَ اعتبارٍ جزئي لما لحقهم من الذلِ والخزي يومَ السابع من اكتوبر23م.
ثانيا: مراجعةُ الخللِ في عدمِ تأمينِ هؤلاءِ الشبابِ. أليسوا من قادةِ ورجالِ المقاومةِ ميدانيا؟. أليسَ من الواجبِ أن يكونَ وجودُهُم في المستشفى سريا، أو باسماءٍ أخرى، وخاصةً في ظلِ الجنونِ الصهيوني لاقتناصِ أيِّ فرصةٍ لاغتيالِ قادةِ المقاومةِ وجُندِها الأبطالِ.
ثالثا: كيف حصلت القوةُ المهاجمةُ على معلوماتٍ كهذه، تتضمن مكانَ وجودِهِم في الطابقِ الثالثِ. وموقعَ غُرَفِهُم، واسماءَهُم ورتبَهُم، وربما مهامَهم القادمةَ وغيرها. وبناءً على حجمِ العمليةِ عددا وعتادا، ودقةِ الإعدادِ لها، يترسخُ الظنُ بأنَّ هناك تسريبا معلوماتيا استخباريا من جهةٍ أو شخصٍ ما.
رابعا: إلى متى ستظلُ الضفةُ -سياسيا وجماهيريا وعسكريا- على هكذا حالٍ، من جمودِ المقاومةِ الميدانيةِ الشاملةِ، وتثاقلِ المشاركةِ الفدائيةِ الفاعلةِ بجانبِ أهلِهِم من مقاومةِ غزةَ؟!. فإن لم يكنْ ذلك مقدرا للجماهيرِ بضغوطٍ سياسيةٍ، فإنَّ أقلَ واجبٍ على الجميع حمايةُ أبناءَ المقاومةِ، وإن لا يأتيَهُم العدو من قِبَلِهِم. وذلك أضعفُ كفاحٍ وأدنى نضالٍ. وإلى متى سيظلُ الصهاينةُ هكذا يمرحون ويسرحون على ترابِ الضفةِ الطاهرِ، يعتقلون من شاؤوا، ويقتحمون دار من أرادوا، ويقتادون من رغبوا. وقد بلغ شهداءُ الضفةِ وشرقي القدس أكثرَ من 830 مواطنا منذ 7 اكتوبر، وأغلبُهُم بإعدامٍ ميداني برصاصِ جيشِ الاحتلالِ ومستوطنين. فإذ لم يجدِ الاحتلالُ له في غزةَ فسحةً ليحررَ أسراهُ.. فهل يرضيكم أيُّها الضفيون أن يجدوا لهم متسعا زمنيا وجغرافيا كي يدخلوا عليكم ليعيثوا إجراما، ثم بكل أمان يخرجون؟.
خامسا: ما حدثَ قد حدثَ قَدَّرَ اللهُ وما شاءَ فعلَ. ويجبُ المراجعةُ والتصحيحُ. كما يجبُ أن يكونَ الردُ حاسما قويا فاعلا، بما يشفي صدورَ قومٍ مؤمنين. وليسَ ذلك طلبا منا، بل هو أمرٌ وجبَ عليكم التقيدُ به وتنفيذُهُ بأسرعِ وقتٍ. وإنِّي والأمةَ لمنتظرون.