آخر تحديث :الأحد-29 يونيو 2025-07:12م

إلى ماذا تؤول شرعية المجلس الانتقالي في الإطار اللاشرعي؟

الأحد - 10 مارس 2024 - الساعة 01:52 م
د. عبيد البري

بقلم: د. عبيد البري
- ارشيف الكاتب



بادئ ذي بدء نستطيع القول أنه لا يختلف إثنان على إن قيادة المجلس الانتقالي الممثلة بشخص الرئيس القائد عيدروس الزبيدي لن تميل قيد اُنملة عن الهدف الوطني الجنوبي، وإن الشراكة مع السلطة لم تكن خياراً ذاتياً ولا مزاجاً جنوبياً، بل نتيجة لضغط خارجي على المجلس الانتقالي -كطرف شرعي في ساحة الصراع- بغية الحصول على "اعتراف قهري" بشراكة في الأرض والثروة مع الطرف الآخر الذي يمثل الاحتلال اليمني.

ومع ذلك، لا يختلف إثنان بأن الاستمرار بالشراكة في السلطة، لا يمكن تفسيره بغير القبول بوضع الاحتلال الذي يرفضه شعب الجنوب، وأنه يعني القبول بما ترتب عن الاحتلال من معاناة لم يعانيها أي شعب في العالم، عدا الشعب الفلسطيني.

وإذ الثورة الشعبية الجنوبية الجبارة قد اقتربت من هدفها السامي، المتمثل بطرد قوى الاحتلال اليمني وفك الارتباط مع نظام صنعاء لاستعادة الاستقلال الوطني الجنوبي... فإنه من غير المعقول أن تقبل بأن يأتي المتحكم الخارجي ليحول قادتها -فجأة- إلى شركاء في سلطة تمثل الاحتلال الذي قامت الثورة ضده، فضلاً عن كونها سلطة عميلة لقوى احتلالية إقليمية ودولية معروفة.

ومن غير المعقول أيضاً، ان يقبل المجلس الانتقالي بشراكة مع سلطة تمت إعادة صناعتها في الخارج من جماعة من النازحين من صنعاء، ليكون ولاءها للخارج. هذا في الوقت الذي لديه اليقين الكامل -كما هو لدى كل فرد في اليمن- بأنه لا شرعية لها من أي نوع، ولم تثق بها أي جماعة بشرية تنتمي إلى أي منطقة في اليمن.

والأدهى من كل هذا، إن المجلس الانتقالي يدرك بأن هذه السلطة لا تعترف به، إلا في كونه كيان مساند لها بالشكل الذي أرات له قوى الخارج أن يكون. ويدرك تماماً إن تلك السلطة لا تعترف بقضية احتلال الجنوب، وبالتالي لا تعترف بالحق في استعادة استقلالها كدولة لم تكن يوماً تربطها باليمن جغرافيا سياسية ولا تاريخ سياسي مشترك على مدى القرون الماضية، قبل فرض الضم والاحتلال عام 1994.

لذلك، يمكن الاستنتاج بأن قبول المجلس الانتقالي بالشراكة السياسية مع السلطة التي تمثل الاحتلال اليمني وتابعة للخارج، قد أفقدته الشرعية الشعبية التي أكتسبها الرئيس القائد عيدروس الزبيدي بالتفويض الشعبي الذي تميز بالطوعية والعلنية، وبأشكاله المباشرة والمتعددة والمكررة.

وختاماً، لابد من القول بأنه يتعين على المجلس الانتقالي استعادة شرعيته الشعبية بالخروج من تلك الشراكة التي أرادت القوى الطامعة بأرض وثروات الجنوب أن تستفيد منها لإضفاء شرعية على "سلطة مزيفة" لعلها تستطيع أن تقدّم للخارج أي تنازلات تخص الشأن الجنوبي، لاسيما في وجود المجلس الانتقالي فيها كممثل للجنوب.