هذا شعار ردده آباؤنا وأجدادنا مخاطبين به وزير السلطنة القعيطية آنذاك . مطالبين فيه بحقهم في أن ينعموا بماء نقي ونظيف.
خرج الكبار والصغار بوعي كبير وحرص على المصلحة العامة، يستقبلون وزير السلطنة بهذا الشعار الخالد: يا وزير.. الماء الماء.. يا وزير... وصرنا بفضله بعد فضل الله علينا ننعم بالماء الذي ترونه في منازلكم اليوم ..
فهلا سألتم أنفسكم كيف كان الماء في غيل باوزير؟
كانوا يجلبونه على الحمير أو على ظهور السقائين من الشين أو معيان الطيب..
بعد ذلك صاروا يجلبونه من الجابية في الكوم پعد أن أوصلوا المعيان إليها.. فبدلا من قطع المسافات الطويلة صاروا يذهبون إلى الجابية التي فرطنا فيها ولم نحافظ عليها ولا على موقعها المقابل للفندق الموجود في منطقة الكوم.
تعتبر الجابية خطوة متقدمة لكن مسار المعيان ظل مكشوفا مما يعرضه للتلوث أو دخول الكلاب فيه أو غيرها من الحيوانات.. الأمر الذي أخرج الآباء والأجداد في مظاهرة حاشدة في حقبة الستينيات مرددين: الماء .. الماء.. ياوزير .. الماء الماء ياوزير..
فهل يخرج الأبناء والأحفاد اليوم، مثلما خرج الآباء والأجداد بالأمس مطالبين بالحفاظ على مائهم من التلوث وحماية مصادر الماء من العبث والأراضي المحيطة من الصرف العشوائي والتركين والبناء..
هل ستصغي لهم سلطة اليوم مثلما أصغى السلطان القعيطي بالأمس ولبى مطالب أهل الغيل في قيام مشروع الماء الذي شارك في أهالي الغيل بالحفر وتمديد القصب...
وهل يعيد التاريخ نفسه وتردد الأجواء الصدى.. الماء الماء يامدير .. الماء الماء ياوزير.. الماء.. الماء. أو أن للسلطة المحلية الكلمة الفصل في حل هذه المعضلة وهي في أطوارها الأولى فبل أن تستفحل وتتشعب وتتعقد.