هيئة التحرير
عن الصحيفة
إتصل بنا
الرئيسية
أخبار عدن
محافظات
تقـارير
اليمن في الصحافة
حوارات
دولية وعالمية
شكاوى الناس
رياضة
آراء وأتجاهات
هيئة التحرير
عن الصحيفة
إتصل بنا
أخبار المحافظات
وكيلا محافظة شبوة الكندي وشمح ومدير عام عتق يدشّنون المراكز الصيفية بالعاصمة عتق ...
شكاوى الناس
أسرة فقيرة من أبين تناشد الخيرين للمساهمة في علاج طفلتها المصابة بـ "الحصبة" ...
أخبار المحافظات
مدير عام هيئة مستشفى الرازي بأبين يتفقد الاقسام ويلتقي بالاطباء ويشدد على الانضباط الوظيفي ...
مناسبات
افراح آل أحمدوة ...
أخبار وتقارير
بيان توضيحي من قيادة انتقالي الصعيد بشبوة بشأن بيان منسوب نُشر في وسائل الإعلام ...
أخبار وتقارير
الهيئة العامة للأراضي توقف كافة أعمال الفروع بالمحافظات حتى إشعار آخر ...
اليمن في الصحافة
رويترز: الجيش الإسرائيلي ينفذ ضربات على ميناء الحديدة باليمن ...
إعلانات
الهيئة العامة للأراضي تحذر من التعامل بالأختام القديمة وتعلن اعتماد ختم رسمي جديد ...
راديو عدن الغد.. للإستماع اضغط هنا
آخر تحديث :
الثلاثاء-06 مايو 2025-02:29ص
آراء
فلسفة الزكاة في الإسلام
الإثنين - 25 مارس 2024 - الساعة 03:58 م
بقلم:
أمذيب صالح احمد
- ارشيف الكاتب
امذيب صالح احمد
بما ان الشريعة الإسلامية تعتبر ان من أعظم مقاصدها الكبرى إقامة التكافل الاجتماعي بين المسلمين من خلال محاربة الفقر والقضاء عليه قضاء كاملا فقد عولجت هذه المسألة تحت ركنين من اركان الإسلام هما الزكاة والصيام لمالها من أهمية كبرى في ارساء دعائم المجتمع الإسلامي القوي المتين على أسس من الاخاء والتعاون والتكافل بعد ان ولد وتشكل من احشاء مجتمع جاهلي يتصف بالعصبية والقبلية والطائفية والمناطقية والعشائرية والعنصرية.
وقد حاولنا معالجة مسألة الزكاة في باب الصيام على انها حق من حقوق الانسان لان الاسلام في باب الصيام يقرر انها "حق الانسان في الثروة العامة" الأمر الذي لم تقرره العقائد الدينية الاخرى او العقائد الوضعية الدنيوية باستثناء الماركسية التي أوردته كسلاح بدعوى ثورة طبقة الفقراء لانتزاع أموال الأغنياء لصالح دولتهم التي يمثلها حزبهم. وقد ذكرت الزكاة في باب الصيام بمصطلحات مختلفة مثل: الانفاق والاحسان، و التزكي, و اقراض الله , و العطاء , والصدقة, واتقاء الشح و البخل. كما بينا النظام العام والإطار الاجتماعي لطريقة تحقيق مبدأ "حق الانسان في الثروة العامة "والمشاركة فيه بالوسائل الشرعية الإنسانية والأخلاقية في إطار الدولة الإسلامية.
وقد وردت ايات الزكاة صراحة في أربعين ايه غير ان أحد علماء المسلمين هو الشيخ حسن الندوي رصد ما يقرب من اثنين وثمانين اية تتعلق بالزكاة قد يكون نصفها ذكر ذكرا مكنيا. أما ايات الزكاة التي قررت وجوبها كفريضه على كل مسلم مكلف فتبلغ ثلاثة عشر اية نقتبس منها عدة آيات للتدليل وهي:
وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱرۡكَعُواْ مَعَ ٱلرَّٰكِعِين(البقرة 2-34)
وَأَقِمۡنَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتِينَ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَطِعۡنَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓۚ(الأحزاب 33-33)
وَمَآ أُمِرُوٓاْ إِلَّا لِيَعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُواْ ٱلزَّكَوٰةَۚ وَذَٰلِكَ دِينُ ٱلۡقَيِّمَة(البينة98-5)
وقد خص الإسلام النساء بأية من آيات التكليف بالزكاة لأن بعضهن يشتغلن بالتجارة وبعضهن يرثن أموالا طائلة أما اللاتي يعشن في عائلات ثرية فأنهن قد يمتلكن من الحلي والزينات المختلفة ما يبلغ نصاب الاستحقاق الزكوي, وحين يقرر القران الكريم في اية المعارج (وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ﴾24- * 25(المعارج).) فانه بذلك يشرك المحرومين والفقراء في الثروة العامة التي يجنيها الميسورون من المجتمع هادفا بذلك بناء مجتمع انساني متوازن قائم على الوئام والاخاء والتعاون من خلال تنظيم العلاقات الاجتماعية بإقامتها على التكافل والتضامن وليس على التشاحن والتفارق حتى يسهل على الدولة والمجتمع القيام بتحقيق مقاصد الشريعة الإسلامية في مختلف الميادين. وحينما نصت الآية على انه "حق معلوم" للسائل والمحروم قصدت بذلك انه حق معين ومحدد كما أوضحتها السنة النبوية، وليس حقا مفتوحا يؤدي الى خلاف وتنازع. كما أن هذا "الحق المعلوم" لا يأخذه الفقراء مباشرة من المكلفين وانما تتولاه الدولة بواسطة جهاز عام حدده القران حين قال: إِنَّمَا ٱلصَّدَقَٰتُ لِلۡفُقَرَآءِ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱلۡعَٰمِلِينَ عَلَيۡهَا وَٱلۡمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمۡ وَفِي ٱلرِّقَابِ وَٱلۡغَٰرِمِينَ وَفِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِۖ فَرِيضَةٗ مِّنَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞ(التوبة9-60).
والقران حين قيد حق المحرومين في أموال الموسرين قيده بأنه حق "معلوم" أي محدد ومعروف ولم يجعل هذا الحق مطلقا حتى لا يخرج علينا بعض من ذوي الشطط والتطرف الفكري أو الانحراف الأخلاقي للمطالبة في أموال الناس أو مشاركتهم بطريقة عشوائية كما أثبت التاريخ البشري. ففي البلاد العربية ظهرت حركة القرامطة في العراق والبحرين واليمن تطالب بشيوعية المال واحيانا النساء كما دعي الى ذلك الزنديق المارق علي بن الفضل الذي استطاع ان ينشر أفكاره وافعاله القرمطيه مدة من الزمن ما بين أبين وصنعاء وتهامة حتى قضي عليه. أما في اوربا فقد ظهرت حركات يسارية فوضوية ضمن الحركات الاشتراكية أبرزها الماركسية التي طالبت بأن يقوم الفقراء (الطبقة العاملة) بسلب أموال الأغنياء (الطبقة البرجوازية) بعد تحطيمها والاستيلاء على الحكم.
والزكاة لا تكاد تذكر في جميع آيات القران العظيم الا مقرونة بالصلاة لما بينهما من الوشائج الايمانية في ترسيخ العلاقات مع رب بالعالمين من جهة وبين ترسيخ العلاقات الأخوية بين المسلمين من جهة أخرى. ففي الصلاة يجتمع المسلمون كإخوة في المساجد فيتعارفون ويتقاربون ببعضهم البعض. وعند ايتاء الزكاة يزول الحسد والحقد وتنفتح أبواب الاخاء والتعاون بين الأغنياء والفقراء، كما ان التطهر الروحي والجسدي في الصلاة يقابله في ايتاء الزكاة تطهر روحي ومادي، فالعلاقة وثيقة بين هذين الركنين من أركان الإسلام فحينما ارتد بعض الاعراب في الجزيرة العربية بعد وفاة الرسول ورفضوا دفع الزكاة لدولة المسلمين مع قبول بعضهم إقامة الصلاة، أعلن خليفة المسلمين آنذاك ابوبكر الصديق انه سيحارب من يفرق بين الصلاة والزكاة وسيحارب من يرفض دفع الزكاة وأصر على أن يحصل على ما كان يؤدى لرسول له مهما صغر شأنه, بينما تردد كبار الصحابة في الموافقة على الحرب في بادئ الامر ثم أدركوا صحة رأيه فيما بعد. لقد أدرك أبو بكر الصديق بفطرته الصادقة أهمية الزكاة في حياة المجتمع الإسلامي كما تعلمها من رسول الله قولا وفعلا لأن الله جعل مانعها مشركا تجب محاربته كما ورد في ايتين من سورة التوبة واية من سورة فصلت.
فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ(التؤبة9-5)
فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ فَإِخۡوَٰنُكُمۡ فِي ٱلدِّينِۗ(التوبة9-11)
وَوَيۡلٞ لِّلۡمُشۡرِكِينَ (٦) ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُم بِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ كَٰفِرُونَ (فصلت41-7)
وبما أن الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام فإننا سنبحث في الفلسفة القرآنية لمفهوم الزكاة باعتبارها مصطلحا عقديا تعبديا يهدف الى إقامة التكافل الاجتماعي بين الناس في المجتمع فكلمة "الزكاة" ومشتقات أفعالها تحمل معنيين رئيسيين أولها معنى التطهر وثانيهما معنى "النماء او الزيادة" فأما التطهر فانه يؤدي غالبا بسبب النظافة الكاملة الى الرائحة الطيبة فكل من يتطهر تطيب رائحته وتزكو. فاحتكار المال واكتنازه وعدم انفاقه في مصلحة الاخرين او اشراكهم في الانتفاع به يؤثر تأثيرا سلبيا كبيرا على صاحب المال من ناحيتين الأولى أن مضار ومفاسد اكتناز المال وعدم انفاقه في صلاح الأخرين تلوث نفسية صاحب المال وتلطخ روحه بالسيئات والذنوب والثانية ان اشتعال الحسد والحنق والحقد في نفوس المحرومين يثير البغضاء والشحناء مما يجعل المجتمع في حالة من التصدع والشقاق. ولذلك فان الانسان حين يزكي من ماله فانه يتطهر من بعض مفاسد المال ومضارة أو جميعها التي ذكرها القران كمنازغ للأعمال الشيطانية وهي:
1- النزوع الى السلطة والتسلط.2- الميل الى الطغيان.3- أكل الأموال بالباطل.
4-ايتاء الباطل بالربا.5-الصد عن سبيل الله.6-تزيين حب الشهوات.7-التخاذل عن الجهاد.8- الالهاء عن ذكرالله.9-التفاخر بالمال.10-نفاق أصحاب الأموال 11- فتنة المال.12-الكفر و الخسران.13-مشاركة الشيطان في الأموال.
وفي نفس الوقت الذي يتطهر فيه عقلا وبدنا من أدران المال بالزكاة فأن سمعته وصيته بين المحرومين والفقراء تزكو وتنتشر بالتقدير والحب وتصفو القلوب من الحسد والحقد مما يجعل روح الاخاء والتعاون والمحبة تسود العلاقات الاجتماعية نحو تحقيق التكافل الاجتماعي بين الناس. "فالرائحة الطيبة" كناية عن السمعة الطيبة "حين يتزكى الانسان من ماله فان ذكره في المجتمع يزكو بطيب العرف. وبما أن من اهداف الصلاة التطهر الروحي والبدني لأنها تمنع عن الفحشاء والمنكر عند اقامتها بسبب علاقة الانسان بربه الدائمة في كل صلاة طوال اليوم فان فرض الزكاة يكاد يكون مقرونا بالصلاة لما فيها من التطهر الروحي والمادي, فإقامة الصلاة وايتاء الزكاة يتكرر دائما في عشرات الآيات القرآنية بأساليب مختلفة لأن الانسان يسهل عليه ان يتطهر ماديا بعد ان يتطهر روحيا وليس العكس, كما انه يتطهر من الشح و البخل و من الجحود بنعمة الله وقد حرص القران الكريم ان يصف مشاركة المحرومين في أموال الميسورين بلطائف الكلمات التعبدية وليس بالأوامر المادية الجافة لما للزكاة من أهمية في العقيدة التوحيدية. فهو يصف فعل الانفاق "بالإحسان" "وبإقراض الله قرضا حسنا" "وبالتقوى" "وباتقاء الشح" "وبالصدقة" "وبالكفارة" "وبالمضعفين" و "لا تلهيهم تجارة ولا بيع" و "بإيتاء الزكاة".
اما الزكاة بمعنى النماء والزيادة فان الله يبارك في كل مال يصرف في وجوه الخير والصلاح للناس كما هو الحال بالنسبة لفريضة الزكاة التي لا يقوم المجتمع الإسلامي بدونها مما جعل مانعها مشركا تجب محاربته. فالنماء الناتج عن الزكاة هو في ان الانفاق الاستهلاكي يؤدي الى مزيد من الإنتاج وعدم حدوث كساد او ركود . فما ينفقه الأغنياء كزكاة تتحول في ايدي الفقراء الى استهلاك ما ينتجه الأغنياء او يبيعونه فتعود الأموال من الفقراء مضاعفة دخول الأغنياء وهو ما يوصف بالبركة في المال. وهذه الدورة الاقتصادية تزداد فيها أموال الأغنياء مع تكرار الانفاق الاستهلاكي (ايتاء الزكاة)كل عام الذي يحقق مقصدا شرعيا عظيما هو حفظ مستوى معيشيا مناسبا للفقراء وفق نظام متوازن اجتماعيا و اقتصاديا .
ان الانسان حين يقوم بعمل حسن فان جزاءه عند ربه الاكثار من حسناته وتقليل سيئاته أما من يقرض ربه قرضا حسنا فماذا يتوقع من مالك الملك في رد القرض بالرحمة والحسنات والجنات ومثله المتقون للفحشاء والمنكر والمضعفون الذين تتضاعف اجورهم عند ربهم. أما اتقاء الشح فهو التطهر من أدران انانيات النفس البشرية. وأما الصدقة فأنها لا تصدر الا عن نفس صافيه صادقة متطهره لأن الصدق من أكبر مطهرات الذات البشرية. في حين ان الكفارة هي عباره عن تغطية للسيئات وازالتها لان الكفر معناه التغطية، فقد استخدمت اللغة الإنجليزية هذا المعنى Cover بمعنى غطاء أو تغطية. أما ايتاء الزكاة فتدل على أن المتزكي يأتي بالزكاة تلقائيا من ذاته عن طيب خاطر وليست بدافع أو مؤثر خارجي مما يشير الى رغبة وإرادة المتزكي في التطهر وليس مدفوعا بقهر أو اكراه كما هو شأن مانع الزكاة. ولعظمة تأثير الزكاة في المجتمع، خص الله المؤتين الزكاة بثوابات كبيره في الآخرة لم يخص بها ركن من أركان الإسلام غير الصلاة بالإضافة الى كل ثواب قرر لطاعة الله ورسوله وللأعمال الصالحة أو للتقوى أو للالتزام بتعاليم الإسلام المختلفة. وقد ذكرت ثوابات الزكاة في سبع ايات: لَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ(البقرة2-277)سَنُؤۡتِيهِمۡ أَجۡرًا عَظِيمًا(النساء4-162)لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمۡ سَئَِّاتِكُمۡ وَلَأُدۡخِلَنَّكُمۡ جَنَّٰتٖ(المائدة5-12)وَرَحۡمَتِي وَسِعَتۡ كُلَّ شَيۡءٖۚ فَسَأَكۡتُبُهَا(الاعراف7-156)أُوْلَٰٓئِكَ سَيَرۡحَمُهُمُ ٱللَّهُۗ(التوبة9-71)
ٱلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلۡفِرۡدَوۡسَ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ(المؤمنون23-11)فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُضۡعِفُونَ(الروم30-39)
ان الزكاة ليست ضريبة من الضرائب العامة بل هي فريضة الهية على المسلمين بنص قراني "وفي امولهم حق معلوم للسائل والمحروم" المعارج. أي ان الإسلام يقرر حق الفقراء والمساكين المشاركة في الثروة العامة للمجتمع للحصول على نصيبهم منها كما حددها الخالق بصفة عامة وخصصتها السنه وفصلها علماء الشريعة المجتهدون ليعيشوا حياة كريمة كالآخرين بحد الكفاية اللازمة وليس بحد الكفاف. وتنظم الدولة استلام إيرادات الزكاة وطرق انفاقها نقدا او عينا بما يكفل تحقيق التكافل الاجتماعي والتضامن الإنساني بين افراد المجتمع. أما الضرائب فهي فرائض بشرية فرضها الحكام على المحكومين كجبايات ومكوس على المواطنين ونشاطاتهم التجارية والاقتصادية بغرض الحصول على أموال للانفاق عليهم وعلى اجهزتهم العسكرية والمدنية وعلى المصالح والمرافق العامة للدولة وبلادها وعبادها. والضرائب قابلة للزيادة والنقصان والتغير والتنوع حسب الظروف الزمانية والمكانية والاحوال التجارية والاقتصادية .اما الزكاة فان نسبها محدده وأنصبتها قطعية حسب المجالات والنشاطات التجارية والاقتصادية ولا تقبل الزيادة او النقصان او التغير والتنوع خارج القياس والاستنباط وفي ضوء المقاصد الشرعية والمصالح العامة بما لا يخالف احكام الشريعة. غير ان اهم فرق يميز الزكاة عن الضرائب هو ان الزكاة تؤخذ من الأغنياء والموسرين والقادرين وتصرف للفقراء والمحرومين والمعدمين بينما الضرائب تؤخذ من الأغنياء والقادرين والفقراء بطريقة مباشرة وغير مباشرة من خلال السلع والبضائع وتصرف على طبقة الحكام والاقوياء والمتنفذين ومن والاهم وأجهزة الدولة التابعة لهم.
لقد كانت الزكاة اول نظام انساني في تاريخ البشريه لتحقيق التكافل الاجتماعي بين الناس وإقامة التضامن الاجتماعي للفقراء والمحتاجين للقضاء على الفقر ومذلة التسول بعد أن كان تاريخ البشرية يقوم على استغلال الأقوياء للضعفاء بالنهب والسلب والجبايات.
ان الزكاة لا تجب الا على المسلمين فقط. ويشترط في الأموال الواجبة فيها الزكاة ان تكون مملوكة كاملة للمزكي وخالية من الدين وقابلة للنماء وبالغة للنصاب الشرعي بعد سداد الحوائج الاصلية للمتزكي وبعد انقضاء سنة هجرية على موعد حلول الزكاة. وتشمل الزكاة الأنواع التالية من الأموال: الثروة المعدنية والنفطية والثروة الناشئة عن التجارة والأموال الناشئة عن استغلال المصانع والعمارات ونحوها والثروات الزراعية والبحرية والذهب والفضة والأسهم والسندات المالية وكسب العمل والمهن الحرة. وتتفاوت نسب الزكاة ما بين2.5%على كسب العمل و20%على الثروات في باطن الأرض.
و مصارف الزكاة محددة سلفا في القران الكريم بسبعة مصارف وهي: الفقراء و المساكين, الجهاز الإداري للزكاة (العاملون عليها) , و المؤلفة قلوبهم , و في الرقاب , و الغارمون ,و في سبيل الله, و ابن السبيل . وهذه المصارف يمكن تعريفها حسب ظروف المكان و الزمان في كل عصر بمقتضى الاحكام الشرعية ,و تنطبق الزكاة على جميع مواطني الدولة الاسلاميه من مسلمين وغير مسلمين, فالقران لم يميز بين الناس بل أعطى منها لمن يراد استمالته للإسلام او اتقاء لشره قبل اكتمال قيام الدولة الاسلاميه. اما حين تقوت الدولة الاسلاميه في عهد الخلفاء الراشدين فقد أفتى الخليفه عمر بن الخطاب عمليا بإدراج غير المسلمين في نظام التأمين الاجتماعي واعاشتهم من بيت مال المسلمين. فعندما مر يوما في سوق المدينه المنورة ورأى شيخا كبيرا يسأل الناس ويتسول طالبا المساعده اقترب منه الفاروق وسأله من انت ياشيخ؟ فقال الشيخ الكبير: أنا يهودي عجوز اسأل الناس الصدقه لأفي لكم بالجزية ولأنفق الباقي على عيالي. فقال عمر متألما: ما أنصفناك يا شيخ, أخذنا منك الجزية شابا ثم ضيعناك شيخا. وامسك عمر بيد ذلك اليهودي و اخذه الى بيته و اطعمه مما يأكل و ارسل الى خازن بيت المال و قال له: افرض لهذا و امثاله ما يغني و يغني عياله فخصص له راتبا شهريا يكفيه و يكفي عياله من بيت مال المسلمين و أوقف عنه الجزية الى الابد. المصادر: كتاب احكام اهل الذمه لابي القيم الجوزية -كتاب الأموال- لابي عبيد القاسم بن سلام
ان الجهاز الإداري للزكاة يجب ان يتكون من هيئه مستقله تابعة للدولة الملتزمه بالحكم الشرعي , على ان تلحق الهيئة بوزارة التأمينات الاجتماعية و ان تكون عرضة للرقابة الشرعية و الرقابة المالية و الإدارية بشرط عدم التدخل في شؤونها اليومية من جانب الوزارة حتى تستطيع الدولة التنسيق بين أجهزة التأمين الاجتماعي و أجهزة التكافل الاجتماعي من جهة و بين طرق استثمار بعض أموالهما الفائضة في مجالات اقتصادية و تجارية تعود بالنفع و المصلحة على المنتفعين من مصارف الزكاة و نظام التأمين الاجتماعي .
تابعونا عبر
Whatsapp
تابعونا عبر
Telegram
صحيفة عدن الغد
صحيفة عدن الغد العدد 3455
كافة الاعداد
اختيار المحرر
أخبار وتقارير
فضيحة طبية تهز تعز.. مريض يتهم طاقمًا طبيًا بسرقة خصيته أثنا ...
أخبار وتقارير
من هو أطول رؤساء الوزراء بقاءً في منصبه في اليمن؟ ...
أخبار وتقارير
عاجل.. رئيس الوزراء يقدم استقالته من منصبه ...
أخبار وتقارير
عاجل | استقالة رئيس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك من منص ...
الأكثر قراءة
أخبار عدن
وفاة زوجين اختناقًا داخل سيارتهما في عدن فجر الاثنين هربًا من انقطاع الكهرب.
أخبار عدن
محكمة عدن الجزائية تقضي بإعدام المتهمين الثلاثة بقتل الشيخ راوي قصاصًا.
أخبار وتقارير
وفاة شخصين اختناقًا داخل سيارتهما على الساحل بعدن.
أخبار وتقارير
الإفراج عن عم الضابط المختطف علي عشال بعدن.