آخر تحديث :الأحد-22 يونيو 2025-10:17ص

حكايات ذو شجون على الطريق بين صنعاء وعدن الحلقة الثانية

الثلاثاء - 21 مايو 2024 - الساعة 08:26 م
عبدالفتاح الصناعي

بقلم: عبدالفتاح الصناعي
- ارشيف الكاتب


حكايات ذو شجون على الطريق بين صنعاء وعدن
الحلقة الثانية

الحكاية الثانية: تبديل الفلوس مهنة جديدة ومأساة اجتماعية وسياسية واقتصادية..
المشهد الثاني كثرة عدد الصرافين الشبة متجولين على مشارف نهاية النقيل.. لاستبادل الفلوس حق صنعاء بحق عدن الألف حق صنعاء مقابل ثلاثة ألف من حق عدن..

وهذا مشهد يحكي عن قضايا عدة وتفاصيل مختلفة ومتتعدة تعبر عن واقع مآسي اجتماعية واقتصادية حزينة ومؤلمة..
-اولا قضية العملة الجديد والقديم قضية اقتصادية وسياسية مركبة لايمكنني الخوض فيها..وإنما هي من اختصاص الخبراء والأطراف الرئيسية..والمواقف الدولية كذلك.. كما إن هذه القضية نتاج الحرب ومن أهم مأساته فإنه يظل الأمل قائما لتجاوزها في اطار تجاوز كل مآسي المرحلة بالطريقة المتدرجة..في سياق الحلول العامة والمتكاملة..

-الملفت ثانيا في هذا المشهد.. كثرة من احترفوا هذه الشغلة من مستويات عمرية مختلفة.. اطفال وشباب وشيوخ..وتقديمهم هذه الخدمة بنوع من الإلحاح الأقرب للشحت.. كتعبير عن المرحلة ومعاناتها من البؤس والجوع..ومحاوله خلق وسلك كل الطرق الممكنة والبحث عن الفرص المتاحة كغريق يتشبث بقشة..
-ثالثا: لايمكن اتحاذ حكم دقيق موضوعي بأفضلية الجانب الاقتصادي في صنعاء أو عدن.. لأن طبيعة إصدار حكم أو مقارنة لازم من الاحاطة العادلة والشاملة للظروف التحديات والجهود لكلا منهما وتظل هذه الأمور نسبية وغير ثابتة..
ومع ذلك سمعت الكثير من الناس العاديين الذين جربوا الحياة هنا وهناك ولاناقه لهم ولاجمل مع احد يقولون أنطباعتهم ورأرائهم بعفوية تامة"عدن وقعت في الانهيار الاقتصادي المعقد بسبب الطبع وأمورا أخرى..والوضع في صنعاء أفضل رغم حالة الركود في الفترات الأخيرة وبأن مجرد صرف المرتبات ستحتل المشكلة بصنعاء.."
كما أنه لحكومة الشرعية مبرراتها في طبع العملة الجديدة ولايحتاج الأمر الى خبير اقتصادي ليقولنا بأن هذه الفلوس ليست لها قيمة ولا ودعية لها وانما طبعت كأحتياج وضرورة من ناحية وجشع الكبار والفسادمن الناحية الأخرى..
سرعان مايتولد الانطباع لديك من شكلها قبل أن تتعامل بها و تجد قلة قيمتها الفعلية..حتى تشعر كأنك تلعب بورق عادية تقليدية كالعاب الطفولة.. لاسيما اذا كنت تقطن صنعاء ومتعود على الفلوس القديم..
هنا يساورك انطباع بأنه رغم الانقسام في الدولة ومؤسساتها فأنه تبقى الدولة الحقيقية في صنعاء وبأن صنعاء رغم الاخطاء المختلفة فقد تصرفت بذكاء ونجحت في الدفاع والحفاظ على مايجب من الوطن والدولة.. وهذا ليس نفاقا ولامجاملة وتملق وانحياز في مرحلة بدات صفحة الصراع في طي أوراقها..وانما عفوية الانطباع وموضوعية التشخيص الذي يحمل صنعاء مسؤولية أكبر في المراجعات للاخطاء والبحث عن الحلول وليس ليبرر لها..

الحكاية الثالثة: البدايات والمبادرات المبشرة لمرحلة جديدة
في أسفل النقيل تشاهد بأم عينك
مبادرة طيبة لازلت حديثة وطيرة يحكي عنها السائقين بفرح وسعادة..فقد حدثت في الأيام الاخيرة قبل اسابيع لربما في رمضان او قبله قليلاهذه المبادرةحيث تم إعادة إصلاح الامكان التي كانت قد هدمت لقطع الطريق واجبار الناس على سلك طريق ملتوية وصعبة..فعادت الطريق بعد النقيل الى مسارها الأصلي التي لا تستغرق أكثر من ربع ساعة بعد أن كانت أكثر من ساعة وفي طريق وعرة وعبارة عن سيلة..

ولا توجد اي معلومات عامة او تفاصيل عن هذه المبادرة المحترمة والجهود الطيبة التي كانت وراء ذلك..وعلى كل حال لانملك إلا أن نشكرها ونشيد بها سوى كانت رسمية او أهلية أو من الجانبين..والسماح والتفاهم بين الاطراف..كونها تقع في منطقة حساسة وتماس..

والأمل بأن هذا يأتي في سياق اعتمالات المرحلةالجديدة..
وقد رأينا المكان الذي كان مقطوع وكيف أن ردم الفوة لازال طريا وهو مبشرا وأملا على أننا في مرحلة التعافي وبداية العمل على ردم الفجوات وتجاوز الأزمات واعادة بناء الجسور للعبور لمستقبل آمن وتجاوز مرحلة الحرب..
لعلنا بدأنا أو أوشكنا على الانتقال من العداوت الى المصالحات ومن الانقسام وتغذية الصراعات إلى المبادرات الشخصية والجماعية المحلية والوطنية.. للتسوية والسلام.. ومن الاحتقانات والتطرفات الى المراجعات والتفاهمات..ومن الهدم والتخريب واشعال الصراعات وتأجيجها إلى اعادة الترميم والبناء واصلاح القضايا والمصالح العامة.. وإن كانت لاتزل بخطوات ومحاولات أولية وبسيطة فهي عظيمة وكبيرة بكل مافيها.. كبدايات ومؤشرات مبشرة للتوجهات الجديدة التي تتدرج حتى الوصول لإعادة فتح المسار الأصلي للطريق الذي يربط تعز بعدن والمصممة كخط طويل وآمن للسفر بكل أنواع السيارات والمعدات الثقيلة.. وتستغرق وقتا قليلا بحدود الساعة قد تزيد أوتنقص قليلا على حسب.. بعيدا عن كل هذا الرعب والمعاناة..

وكما قال استاذنا القدير أحمد ناجي احمد"بأنه يجب أن تتنافس وتتشارك كل الأطراف على شرف اعلان تقديم المبادرات والتنازلات لإعادة فتح الطرق...


يتبع ٠٠٠

عبدالفتاح الصناعي