آخر تحديث :الجمعة-20 يونيو 2025-04:09م

الشعب يُُريد شراكة جنوبية -- جنوبية حقيقية... لا تبعية جنوبية -- جنوبية مخفية.

السبت - 08 يونيو 2024 - الساعة 04:03 م
محمد عباس ناجي الضالعي

بقلم: محمد عباس ناجي الضالعي
- ارشيف الكاتب



شعب اليمن الجنوبي كانت قياداته عاشقة لشعارات الوحدة الإقليمية والعربية والعالمية، لهذا توحدت مع نظام صنعاء عام 1990م، فعمل نظام صنعاء بقيادة صالح وشريكه حزب الاصلاح على تحويل هذه الوحدة إلى احتلال وضم وإلحاق وتهميش للجنوبيين وشراء ذمم بعضهم.. وكذا يفعل الحوثيون حكام صنعاء اليوم، ولهذا قرر شعب الجنوب تطليق هذه الوحدة بالثلاث ولا رجعة عن ذلك مهما كان الثمنُ غالياً.

وللأمانة التأريخية أن الجنوبيين الذين شاركوا في احتلال الجنوب عام 1994م قد ظلوا يساهمون في اقصاء وتهميش الجنوبيين لمدة ربع قرن، ومن باب لفت انتباههم إلى ممارساتهم الحاقدة والقذرة عرضت عليهم ذات يوم وفي تجمع كبير لهم بصنعاء، وبصورة علنية بعد أن طردوني من وظيفتي ولفقوا لي تهمة خطيرة أن يسمحوا لي اعمل معهم ولو حتى جاسوس لهم في الضالع التي يحقدون عليها دون وجه حق، وكان ذلك بحضور العميد الركن/ علي منصور الوليدي اطال الله في عمره، والذي مايزال يعمل مديراً لدائرة التوجيه المعنوي بعدن.

واليوم ومع الأسف الشديد نرى ما تسمى بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي (قرية.....) تمارس هذا الدور ولكن بصورة أكثر قذارة مع أبناء الجنوب، فهي تعلن أنها تعمل على توحيد شعب الجنوب من خلال ضم الجواسيس وعناصر هزيلة إلى مجلسها الهلامي كممثلين لمحافظات ومديريات ومناطق الجنوب، وكذا ضم أبناء القيادات الجنوبية السابقة التي فرطت بدولة الجنوب وأصبحت رمزاً لهزيمة شعبنا، وتصدر قرارات بتعيينهم وتوزيعهم في لجان هزلية بعد أن اشترت ذممهم بمرتبات شهرية مغرية بالريال السعودي بما يجعلهم مجرد أيادي تصفق لها، ولكنها بالمقابل أذلت وأجاعت شعب الجنوب واحرمته من ابسط مقومات الحياة وعلى رأسها الكهرباء والمياه، وأقصت وهمشت كل الكوادر المدنية والعسكرية الجنوبية الشريفة التي بامكانها إن تكون ممثلة لمصالح ومطالب أبناء محافظاتها، واستعانت بالبلاطجة لقتل واسكات الصوت الجنوبي الحر والمدافع عن وطنه وقضية شعبه بصدق وإخلاص، ورهنت وطنها لمن يدفع لها الأموال المدنسة.

هذه السياسة اتبعتها قيادة الانتقالي (قرية....) منذ وقت مبكر ابتدأت فيها في محافظة الضالع نفسها، حيث عملت على تهميش واقصاء مناطق ومديريات في الضالع بكاملها وعلى رأسها مديرية الازارق الباسلة التي قدمت أكبر عدد من الشهداء والجرحى دفاعاً عن وطنها مالم تقدمه أي مديرية على مستوى الجنوب كله، ولكننا بالمقابل لم نجد أنه تم تعيين أي شخص محترم منها كقائد عسكري أو في المجلس الانتقالي.

ونجدها اليوم تتبع نفس السياسة القذرة.. سياسة الضم والإلحاق والتبعية والتهميش مع بقية محافظات ومديريات ومناطق الجنوب الأخرى، ولكننا نبشر شعبنا أن هذه السياسة أوجدت مقاومة بطولية رائعة وشرسة من أبناء الضالع نفسها، التي أبدى رجالها ونسائها رفضاً مطلقاً لهذه السياسة، وقدم الكثير منهم حياتهم ثمناً كقرابين لقناعاتهم الوطنية الجنوبية الراسخة وفي مقدمتهم رمز وهرم الضالع العلمي الأستاذ الدكتور/عبده خالد الحُميدي عميد كلية التربية بالضالع رحمه الله ورحم بقية الشهداء الأبرار الذين قتلوا غدراً في شوارع مدينة الضالع، وما أكثرهم، ولكن شعب الجنوب يجهل ذلك.

ونحمد الله ونشكره أنه أطال في عمرنا حتى رأينا وسمعنا أصوات أحرار وحرائر الضالع تصدح من أعلى القمم في جبال جحاف والحُميدي والأزارق والشاعري وحرير والشعيب وهي تقول: الشعب يُريد شراكة جنوبية حقيقية ومتساوية بين أبناء الوطن الواحد في اتخاذ قرارات مصير شعبنا، وتوزيع ثروات الوطن لكل أبنائه، ويرفض سياسة الضم والإلحاق والتهميش والتبعية لبقية محافظات ومديريات ومناطق الجنوب.

إننا على ثقة مطلقة أن صدى هذه الاصوات الحرة الذي انطلق من ضالع الصمود والشموخ قد وصل إلى كل شبر في أرض الجنوب الطاهرة من حوف شرقاً إلى باب المندب غرباً وسيلبي شعب الجنوب نداء هذا الصدى العظيم، فشعب الجنوب جسد واحد وروح واحدة، وسيخرج هذا الشعب عن صمته ويحطم صُناع صنم سياسة الضم والإلحاق والتهميش لشعب الجنوب، وسيقول برع لعُباد القائد الواحد الأحد.. عُباد صنم الرئيس القائد الرمز.

*✍️المواطن/ محمد عباس ناجي الضالعي