آخر تحديث :السبت-07 يونيو 2025-11:43م

معركة واحدة في مواجهة عدو واحد

الخميس - 13 يونيو 2024 - الساعة 10:19 م
عبدالسلام القيسي

بقلم: عبدالسلام القيسي
- ارشيف الكاتب




ونحن نشهد اليوم فتح واحدة من الطرقات التي قطعتها مليشيا الحوثي الإرهابية قبل عشر سنوات، واضطرت إلى إعادة فتحها اليوم، هنالك مسائل مهمة من المناسب أن نجعل من هذا الحدث العابر مناسبة لنا لنتذكرها ونذكر بها بعضنا البعض لنا نحن يمنيين عامة في المناطق المحررة، وفي الداخل المحتل ونذكر بعضنا بعضاً بها، وهي في الوقت نفسه رسائل واضحة نوجهها من هنا لمليشيا الكهنوت:

أولًا: إن الذي بيننا نحن اليمنيين وبين سلالة الكهنوت الاستيطاني العنصري الدخيل ألف سنة من الدماء والخراب والإرهاب والإجرام.. ألف سنة من الفتن والحروب.. ألف سنة من الاستعلاء والاستعباد والكذب والتضليل والدجل والشعوذة والسرق والنهب والنصب.. ألف سنة من الحساب الذي لا بد له من تسوية وتصفية وتصفير.. هذا إذا أردتم البعيدة.

ثانيا: وإن شئتم القريبة فإن الذي بينكم ياحوثة وبين الشعب اليمني، عشرون سنة من الدم والهدم والقتل والقنص والتدمير والتفجير والسجن والتعذيب والحصار والتجويع والإجرام والإرهاب والإذلال والقهر والبغي والظلم والنهب والسلب والغدر والخيانة.. بيننا وبينكم يا حوثة:

- دماء وجراح مئات الآلاف من النساء والرجال والاطفال والشيوخ مدنيين وعسكريين.. بيننا وبينكم يا مليشيا الغدر والحقد والإرهاب عشرات آلاف المختطفين والمعتقلين.. بيننا وبينكم ملايين المهجرين من مدنهم وقراهم وديارهم والموزعين في كل بلدان الشتات ومخيمات النزوح.

- بيننا وبينكم يا حوثة مدينة يسكنها أربعة مليون إنسان محاصرة منذ عشر سنوات قطعتم طرقاتها ومنعتم عنها الماء والغذاء والدواء وكل متطلبات الحياة، بعد أن فشلتم في إسقاطها بجيوشكم ومدافعكم وقناصاتكم.

- ثم لم تكتفوا بالحصار بل إن قذائفكم ورصاص قناصيكم تتساقط كل يوم ويرتقي بسقوطها الشهداء من الاطفال والنساء كل يوم.. بيننا وبينكم ملايين اليمنيين في مناطق احتلالكم سلبتوهم أرضهم وحريتهم وكرامتهم ورواتبهم وأمنهم وعقيدتهم وأموالهم وحولتموهم إلى رهائن ودروع بشرية تبتزون بهم العالم.

- بيننا وبينكم يا حوثة سجون ومعتقلات عامرة بآلاف المختطفين والمخفيين قسرا أطفالا ونساء ومواطنين أبرياء يتعرضون لأشد أنواع التعذيب والتنكيل والاضطهاد ومعظمهم لا يسلمون إلى أهاليهم إلا جثثا هامدة بسبب التعذيب.

- بيننا وبينكم يا حوثة مدارسنا التي حولتموها إلى مفخخات، والى تطييف أسود وخومنة.. بيننا وبينكم وطن وأرض وجمهورية.. بيننا وبينكم شرعب السلام وشرعب الرونة والتعزية ومقبنة وماوية وخدير وسامع وكل شبر يماني، من تعز الى صنعاء، ومن الساحل الى صعدة.

والآن.. كيف تريدون منا أن ننظر إلى خطوة فتح هذا الطريق في هذا السياق؟، ما هو الموقف الطبيعي الصحيح والسوي والمسؤول الذي يفترض أن نتخذه تجاه هذه الخطوة وأين يمكن أن نضعها ونحن نستحضر كل ما سبق؟!.

لا أظنني بحاجة هنا وفي هذا المقام إلى التأكيد على أننا شعب واحد وجسد واحد وقلب واحد ومصير واحد وقضية واحدة ومعركة واحدة في مواجهة عدو واحد، عدو كل اليمنيين إنه العدو التاريخي والداء العضال والفيروس الذي يفتك بنا جميعا.
لكنني أجد من المناسب في هذا المقام ومن هذا المكان أن أرسل لأهلنا في الشطر المحتل من تعز كلمات من القلب.

من هنا، من مدينة تعز، من حيث تموسقت البطولات دماً وروحاً، وبجد التعزي بشجاعته معركة الكرامة، ونحن على أهبة فتح منفذ انساني واستحقاق يخفف المعاناة عن تعز في الوجهتين نقول وبصوت عال: فتح معبر إنساني لا يلغي معركة التحرير والكرامة.

سأتحدث هنا، وسأصر على أن يسمعني كل فرد في تعز، أن تعز كلها محاصرة وأن المديريات السبع الواقعة تحت نير الطغيان الكهنوتي هي أشد الأماكن في تعز معاناة وأن معركتنا الممتدة من الجبل الى الساحل هي لأجل رفع المعاناة الكاملة عن تعز المحتلة، المكورثة.

نحن هنا، لأجلكم هناك، فالكهنوت الآتي من العصور السحيقة هبط ليحاصر تعز في الوجهتين، أدمى تعز، وبقدر ما أثخن قتلاً وتنكيلا بهذه البقعة المحررة بصمود الشجعان فهو أثخن قتلاً وتنكيلاً واعتقالاً ونهباً بالمديريات المحتلة، ونتشارك ذات الوجع والمعركة.

شرعب هي شرجب، وصبر هو ضريمان، وصينة هي مقبنة، وجبل حبشي هو جبل عدف وأغبر، والكدحة هي الحيمة، وماوية هي المخاء، وخدير وسامع .. كل شبر تعزي هو لنا وهو قلب الجمهورية اليمنية.

نحن واحد، نشعر بمعاناة كل تعزي خلف خط الحصار، فالهشمة تعنينا، حذران، الحوبان، والعنين، وكل شبر هو شبرنا التعزي، ونحن نتنسم الحرية هنا ونأخذ حقوقنا نشعر بأنكم تتوقون لذلك، صمودنا كان وسيظل لأجلكم، لأجل الموظف بلا راتب، والمدارس المطيفة والعائلات التي رمي فلذاتها غصباً وتشيعاً الى محارق الموت.

لسنا في النقيض مع أبناء تعز المحتلة، بل أن شهداء معركة التحرير مناصفة بين المحرر والمحتل، مخلافي أستشهد بمقتبل جبل صبر، حيمي أستشهد في معركة جبل حبشي، حجري أستشهد في خط الأربعين، حبشي أرتقى إلى السماء في جبهة حذران التعزية.

شرعبي ضرج بدم النضال في ثعبات، وابن الجحملية في البعراراة، فهذه هي تعز، نحن واحد، نمثل الفكرة الأسمى لليمن، بمنتصف الجغرافيا والمعركة، ان أنتصرنا تنتصر البلاد وأن أنكسرنا تنكسر.

مهمتنا أن نستعيد الناس، كل تعزي كما هو كل يمني تحت سيطرة الكهنوت هو منا مالم يسفك دما في هذه المعركة، ولذا سنبقى على العهد والوعد وسنسعى لتحرير كل شبر يمني، من تعز الى كل خافقة.