آخر تحديث :الجمعة-27 يونيو 2025-10:37ص

ملشنة الدولة

الأحد - 23 يونيو 2024 - الساعة 10:08 ص

حكم المليشيا لايعترف بقانون ولاعرف ولايتقيد باحكام وسيلتهم القوة لفرض حكم المليشيا ليس لديهم مرجعية قانونية

وهذه المليشيا تتعدد بتعدد واختلاف القائمين عليها، فتجد ان هناك مليشيا قبلية تمتلك العدة والعتاد والقوة العسكرية اهدافها السيطرة والاستحواذ على الاراضي وبما تمتلكه من ثروات وخيرات فتدخل في صراع قبلي لاينتهي قبل ان ياتي على الاخضر واليابس وازاهاق للارواح والعبث بالممتلكات، وهذه المليشيات القبلية ونزاعاتها المستمره نجدها دائماً في القارة الافريقيه.

وهناك مليشيات لعصابات وحركات مسلحة تتصف بالاجرام تقوم باعمال عدائية ضد مصالح الدولة ثم سرعان ماتتحول في اعمالها العدائية ضد المواطنين الامنين فتعمل على زراعة الخوف والرعب لدى السكان من خلال اعمال اجرامية كالقتل المباشر وعمليات الاغتصاب للنسا واخذ الحقوق والتعدي على الممتلكات، وكل تلك الاعمال المليشاويه تهدف الى اخضاع الخصوم لرغبات واطماع قاداتهم والداعمين لهم

وهذه المليشيا كذلك موجودة في بعض الدول الاسيوية والافريقية. وفي اليمن مليشيا الحوثي نموذج لهذة الافعال الاجرامية في تعاملها لاخضاع المخالفين لتوجهاتها العنصرية.

.ونحن اليوم في الجنوب نمتلك مؤسسات للدولة من جيش وامن ومؤسسات حكومية اخرى شرطة نيابة محاكم مجلس قضاء وغير ذلك من المؤسسات والمرافق المدنية كالتعليم والصحة واسكان بمعنئ اخر ان منظومة الدولة موجودة،

ولكن ومع وجود كل هذه المؤسسات الحكومية هناك من يصر من رجال الدولة على العمل على ملشنة الدولة والعمل بطرق المليشيا لاخضاع المخالفين وحتى المشبوهين في بعض القضايا المدنية فتجد التعامل معهم بطريقة مليشاوية وبعيداً عن الدولة كالقتل المباشر وفي اكثر من حادثة حصلت في عدن وغير عدن ومع الاسف ابطالها ضباط في الجيش والحزام الامني وظاهرة الاختطاف والاخفا القسري حيث اصبحت ظاهرة منتشرة وسائدة وفي العاصمة عدن تحديداً ونهب الاراضي والممتلكات. هذه الحالة المليشاوية التي تتشكل

نحن لانجد لها اي تفسير غير ان مرتكبيها لايعترفون بالدولة ولا بالقانون او الاعراف وان كانوا جزء منها
فهم يرون في عمل المليشيا تملص وهروب ومخرج لاعمالهم من اي مسائلة قانونية لانهم يعلمون ان اعمالهم مخالفة للقانون وبتالي قد يطالهم حكم القانون اذا ما ارتكبوا اعمالهم تلك بصورة رسمية

ان مثل هذه الاعمال المليشاوية والبلطجية لاتسيء لاصحابها وحسب بل تسيء الى المشروع الوطني الجنوبي الذي يحلم به كل الجنوبيون المتمثل في التحرير واستعادة الدولة والذي يحملة المجلس الانتقالي الجنوبي
وقبل ذلك تسيء الى سمعة عدن كحاضرة للجنوب.
ان مثل هاؤلا يعملون على ضرب النسيج الاجتماعي الجنوبي وتمزيقه
وبتالي يسهل على القوئ المعادية ضربة من داخله مستغلين هذه الثغرات والاعمال السلبية التي يقوم بها بعض ضعاف النفوس والذين استغلوا تواجدهم في بعض مرافق الدولة العسكرية والامنية ويعملون ليل نهارعلى ملشنتها.
واخر هذه الاعمال والاختطافات والاخفا القسري ماتعرض له الاخ المقدم علي عشال الجعدني وهو بالمناسبة قائد كتيبة في الدفاع الجوي حيث لايزال مخفي قسرياً

اليوم المطلوب من السلطات الامنية في عدن بحكم ان واقعة الاختطاف والاخفا حدثت في عدن ان تتحمل مسؤوليتها القانونية والاخلاقية وتعمل بكل ما اوتيت من قوة على البحث عنه واخراجه والقبض على العصابة التي قامت بذلك العمل الاجرامي ومحاسبتهم

فالمقدم عشال هو ابن الدولة وبتالي هذه مسؤوليه تقع على عاتقهم وعند اخراج الرجل اعملوا تحقيقاتكم وتحرياتكم مع الجميع والمدان يُقدم للمسائلة القانونية

بعيداً عن هذه الفوضى وشريعة الغاب التي نحن فيها اليوم

ان مثل هذه الاعمال لاتؤسس للدولة المدنية التي ننشدها بل لحكم المليشيات وهذه الثقافة المليشاوية مرفوضة وسترفض من قبل احرار شعبنا والمجلس الانتقالي الذي نرى فيه الامل لتطلعات شعبنا في احقاق الحق واقامة دولة العدل والمساواة

ان هذه الافعال المليشاوية هي بمثابة جرس انذار لشعبنا وللمجلس الانتقالي والذي تتاكل شعبيه بفعل تلك الاعمال البلطجية والمليشاوية وهي رسالة للمجلس الانتقالي ان لايستكين لتلك الاعمال والتي تعمل على تدمير قيمنا المجتمعية والانسانية وتعيد للاذهان الصراع المناطقي
المقيت والذي حاول نظام عفاش ان يعزف على هذا الوتر في اكثر من مناسبة غير ان وعي شعبنا الجنوبي العظيم كان مدرك تماما لهذه المساعي العفاشية وافشل هذه المؤامرات

ورسالتنا واضحة لاتسمحوا لكائن من كان ان يفسد هذا التصالح والتسامح الجنوبي
العظيم .

سالم سمٌن