آخر تحديث :الجمعة-27 يونيو 2025-12:47م

وزارة الأوقاف والإرشاد اليمنية بين الماضي والحاضر

الخميس - 27 يونيو 2024 - الساعة 09:51 م
معتز الجعمي

بقلم: معتز الجعمي
- ارشيف الكاتب


وزارات الأوقاف والإرشاد في كثير من الدول تعتبر من الوزارات الهامة والتي تتلقى رعاية واهتمام كبير من الحكومات، لأنها باختصار تمثل الجانب التوعوي والفكري لتوجه الدولة ونظامها، ولو نظرت إلى الدول العربية التي يوجد توافق بين النظام وبين وزارة الأوقاف سوف تجد أنها أكثر استقراراً وأمنا، فعندما تكون الفتوى والعلم متوافق مع الحاكم إلى حد ما، يثمر ذلك في استقرار الدول والحكومات، وعلى العكس عندما تكون الوزارة تعمل في اتجاه معاكس للنظام ينعكس ذلك سلبياً على الدولة بشكل عام وعلى الوزارة بشكل خاص، وهذا ما حصل بالنسبة لوزارة الأوقاف والإرشاد اليمنية، والتي تعيش فساداً كبيراً على مدى تأريخها، فقد كان التنافس عليها من قبل تيار الإخوان المسلمين وفرقة الجارودية الشيعية، الذين أحكموا قبضتهم عليها، فقد كانوا يتنافسون فيما بينهم فأحياناً يتوافقون وأحياناً يختلفون، وفي كلتا الحالتين كانت الوزارة مرتعاً للفساد والافساد، ليس فقط إفساد الأفكار والعقول وإنما الفساد المالي والإداري وخاصة في قطاعي الأوقاف والحج والعمرة، والتي لم تعرف البلاد فسادا مثله، حتى أصبح المسئولين في القطاعين من أكبر هوامير الفساد في اليمن، ولم تعد وزارة الأوقاف والإرشاد جمهورية يمنية تمثل جميع اليمن واليمنيين، وإنما أصبحت فرع وقطاع يتبع تنظيم الإخوان أو التنظيم السلالي الجارودي، وعندما حدث السرقة للسلطة من قبل الجارودية الشيعية، استئثرت بالوزارة في صنعاء وفروعها التي تقع تحت سيطرتهم وقاموا بنهب الأوقاف، بينما سيطر الإخوان على قطاع الحج والعمرة، وجعلوا منه مصدرا للإستثمار ، بطرق ممنهجه وأساليب للفساد ملتويه، وعندما تم تغير وزير الأوقاف من فصيل غير الإخوان استبشر الناس خيرا ظناً منهم أن الوزير التابع لحزب الرشاد السلفي سوف يعيد الوزارة إلى الجمهورية اليمنية وسوف يقوم بتفعيل الأنظمة واللوائح ويقوم بمحاربة الفساد داخل الوزارة وأهمها قطاع الحج والعمرة، خاصة أن لهذا الوزير خطابات رنانة يتغنى فيها بالنظام والجمهورية والعدل والمساواة وعدم الإقصاء و التهميش ، لكن ما حدث أن الوزير قام بحملة على الاخوان محاولا نزع مخالبهم من الإدارات الغارقة بالفساد، ليس لغرض الإصلاح وإنما ليستبدلهم بأخرين من حزب الرشاد السلفي، حتى أصبحت الوزارة كأنها وزارة الرشاد وليست وزارة الأوقاف والإرشاد اليمنية، إضافة إلى أن الوزير لا يعتمد في عمل الوزارة على الجانب المهني والكادر المؤهل ، وإنما يعتمد في عمله في الوزارة على التصوير والإعلام، والاعجابات لمنشوراته ومشاركتها، حتى أصبح المعروف لدى موظفي الوزارة أنك إذا أردت أن تكون لك علاقة شخصية مميزة مع الوزير وتحظى بالاهتمام والتقدير والدعم ، ما عليك إلا أن تشارك منشوراته، وصوره وتهتم بنشر أخباره ، وسوف تحظى بالرعاية والدعم حتى ولو كانت عليك أحكام قضائية أو مخالفة صريحة للقوانين واللوائح المنظمة لأعمال الوزارة، وكانت النتيجة ما هو مشاهد في حج هذا العام!؟ فمتى يلتفت مجلس القيادة الرئاسي إلى وزارة الأوقاف والإرشاد والتي تعتبر من أهم الوزارات كي تكون جمهورية يمنية .

معتز الجعمي