آخر تحديث :الإثنين-22 سبتمبر 2025-11:01م

آراء

الرد الإيراني المحتمل

الإثنين - 05 أغسطس 2024 - الساعة 05:10 م

بقلم: اللواء ركن علي ناجي عبيد
- ارشيف الكاتب

كثيرة جداً التقديرات المتوقعة لحجم وكيفية الرد الإيراني ضد إسرائيل لإغتيالها اسماعيل هنيه في طهران وهي القادرة على إغتياله في الدوحة.
لقد هدفت إسرائيل من إغتياله في طهران إهانة إيران وجرها إلى رد قاسي الذي يجر المنطقة إلى حرب واسعة تتدخل معها الولايات المتحدة الأمريكية وهي الملتزمة بأمن إسرائيل.
ذكرني هذا الخبث الصهيوني بكتاب ج فورد بعنوان ،( اليهودي العالمي )الصادر عام 1920م الذي يحذر بأن اليهود سيطروا على مقدرات الشعب الأمريكي ولن يكتفوا بإمتصاص أمواله بل سيذهبون إلى استعباد شعبه واستخدامهم في سبيل مصالحهم بقوله ( سيجعل اليهودي الأمريكيين يخدمونهم ويضحون بأنفسهم متفانين في خدمتهم واليهودي يقف متفرجا يفرك يديه فرحا ضاحكا)هذا الكتاب دفع ثمنه ذلك الصناعي الأمريكي كثيرا حتى اضطر إلى الإعتذار وسحب الكتاب من الأسواق.
ها هو تنبؤه يتحقق فهدف إسرائيل هو إستخدام القوة الغاشمة الأمريكية لتدمير أعداءها وقد سبق المثل الحي بتدمير العراق الذي كان قد حقق التوازن الإستراتيجي مع القوة الصهيونية بوسائل مال ودماء أمريكية والمستفيد الوحيد كانت ولم تزل إسرائيل..
لم تبق أمام إسرائيل قوة مصحوبة بإرادة قادرة على المواجهة أو الردع في الشرق الأوسط غير إيران إذا اعتبرنا أن القوة متوافرة لدى دول أخرى في المنطقة مع غياب الإرادة.
لا شك ذلك الخبث الصهيوني جعل الدهاء الإيراني بين أمرين أحلاهما مر ،إما رد إستعراضي أو رد قاسي ومزلزل وبما أن الرد الإستعراضي أي إستعراض القوة قد سبق لمرتين الاول جراء إغتيال الجنرال قاسم سليماني والثاني جراء إستهداف القنصلية الإيرانية في دمشق مع أنه الأول الذي يصل إلى أعماق إسرائيل المحتلة ويزلزل كيانها ولم تزل الكثير من أسرار نتائجه التدميرية لم تنشر.
لهذا فأنا أتوقع أن تلجأ جمهورية إيران الإسلامية إلى رد أسموه إستخدام القوة بالتنسيق والتعاون مع قوى المقاومة في فلسطين وسوريا ولبنان وسوريا والعراق واليمن وخاصة أن لكل طرف من أطراف المقاومة المدعومة من إيران ثأر لم يزل حديثاً طازجا.
ستبدأ بالحرب السيبرانية والإلكترونية.

ثم توجيه ضربات بموجات متتالية من داخل إيران بالصواريخ والطيران المسير في وقت واحد مع بقية أذرعها في الدول والمناطق المذكورة أعلاه ودون توقف حتى تضمن عدم الرد المباشر من داخل إسرائيل من خلال استهداف المطارات العسكرية والمدنية والموانئ البحرية ومنشآت صناعية و كيماوية بشكل محكم ومدمر.
ربما تستثني الرد من جذوره إذا أوقفت إسرائيل حرب الإبادة في غزة واعترفت بدولة فلسطينية وفق القرارات الدولية بما فيها التعويضات للشعب الفلسطيني.
هنا ستقع إسرائيل في نفس الموقف الذي وقعت فيه طهرا بين أمرين أحلاهما مر.
والخيار ليس خيارها إن وجد قرار أمريكي مستقل يخدم أمريكا وليس المحتل الصهيوني الذي أراد توريطها في حرب ليست بمقياس حرب غزو العراق عام 2003 ،إذا نظرنا إلى المتغيرات المحلية والدولية بما فيها داخل أمريكا نفسها ودول الغرب ،فلم يعد دافع الضرائب في الولايات المتحدة الأمريكية والغرب كما كان حينها و لا أحزابها الحاكمة.
فالمسيرات المليونية التي يسيرها الشباب وطلاب الجامعات خير شاهد على تلك المتغيرات التي لم تعد لصالخ المستعمر السري الصهيوني لدول عظمى مثل أمريكا وبريطانيا وفرنسا ونتائج الإنتخابات في الأخيرتين أنصع الأمثلة على المتغيرات لغير صالح الصهيونية وأنصع منها قرارات محكمتي العدل الدولية والجنائية الدولية والجمعية العامة للأمم المتحدة.
لم تعد الأساطير المؤسسة لإسرائيل هي المتحكمة بالرأي العام الأمريكي والغربي والدولي بشكل عام.لقد أصبحت إسرائيل معزولة دوليا.

أرى بأن لا قرار مستقلاً لدى الإدارة الأمريكية لهذا سيخرج الخيار من يدها إلى يد التطرف الصهيوني الهادف توريطها لتخرج من حرب جديدة مهانة مع بقايا إسرائيلية ، وفرصة سانحة للعرب لا أعتقد أن يجعلونها تفوت لتظل الجزمة الإسرائلية مهيمة في المنطقة وهم على ذلك من (الخانعين).
الخيار لدى طهران يبقى الرد المزلزل الذي يجعل الصهاينة لا يتمنون اليوم الذي أوصلوا فيه حالهم فيه لم يكن.
من المحتمل أن يكون ضمن الرد الإيراني اغتيالات لشخصيات إسرائيلية هامة خارج إسرائيل.
التوقيت:هناك توقعات أن يكون يوم الأثنين 5 أغسطس...

أعتقد لا هناك ضغط بالنسبة للوقت على إيران ومسانديها في الوقت الذي تستطيع الرد في أي وقت لكن بما أن التحضير لرد مدمر مهم لكن هناك عوامل أخرى قد تطيل من الوقت مثل إمتصاص فعل الجاهزية والإستعداد الصهيوني لطبيعة الرد الذي سيزيده إنهاكا وإرباكا بنفس الوقت.

اللواء الركن / علي ناج عبيد
مدير مركز الدراسات الاستراتيجية العسكرية م/ عدن