آخر تحديث :السبت-31 مايو 2025-03:01ص

الفنان الكبير/ فيصل علوي ..(سيمفونية القمندان وجماليات فنون الحانه) ..

الأحد - 18 أغسطس 2024 - الساعة 05:27 م
عصام خليدي

بقلم: عصام خليدي
- ارشيف الكاتب


كان الأمير أحمد فضل بن علي العبدلي ( القمندان) مؤرخاً وشاعراً وفناناً سابقاً لعصره وزمانه وأستطاع أن يوقف عجلة دوران الزمان والمكان (بحرفية العظماء من رواد الفكر والتنوير ، أرخ تاريخ لحج) ، من خلال ما قدمه في نتاجه وعطائه الفني الإبداعي الثري والضخم ، فقد نجح في كتاب (هدية الزمن في أخبار ملوك لحج وعدن) في رصد ذاكرة (التاريخ السيــاسي/ الثقــافي/ الفنــي/ الأدبــي/ العسكري/ الاجتماعـــي/ الاقتصــــــادي والمحافظــــــة على التراث والأصالة ، والأهم من ذلك أنه قام بتجميع وتدوين وتوثيق وأستخدام كل الألفاظ والمفردات والعبر من منابعها الأصلية ليضمها بين دفتي (قاموس لغوي بالغ الأهمية) تجسد في ديوانه الشعري الفاخر والبديع (المصدر المفيد في غناء لحج الجديد) ، كانت لحج الخضيرة ومازالت حاضرة بين أشعاره ودواوينه التي وثقت ودونت بالكلمة والنغمة والرقصات الشعبية والإيقاعات المتعددة المتنوعة المعبرة في تراكيبها وتفاصيلها الفنية عن طقوس وعوالم ساحرة موغلة ومتجذرة في عمق الأرض والحضارة والتاريخ وتتحدث عن مناسبات مرتبطة بمكونات الزراعة والجني والحصاد
و الصرابة والاستسقاء ومواسم هطول الأمطار على إمتداد فصول العام والسنة بمختلف مناخاتها وتضاريسها المتقلبة ، (نجح القمندان في التقاط اللحظة الزمنية بذهن صافي عبقري قلما يجود بمثله الزمان) ، رسم في دواوينه وقصائده وأشعاره وألحانه خارطة موطنه ووطنه وسجل بأنصع صفحات التاريخ الأحدات والوقائع الإنتصارات والإنكسارات الأفراح والأحزان التي مرت بها ( لحج) الفن والثقافة والإبداع العراقة والأصالة .

القـمندان وإبــن عـلـوي الإرتبـاط التاريخي والإبداعي :

في هذه التناولة المقتضبة نؤكد من خلال قراءاتنا النقدية الفنية الإرتباط التاريخي الأزلي الروحي الإبداعي والإنساني الذي جمع بين الأمير احمد فضل القمندان والفنان فيصل علوي الذي حمل على عاتقه مهمة توصيل (الرسالة الفنية) بكل شفافية وصدق وأمانة للأجيال المتعاقبة في كل أصقاع المعمورة ، قائماً بذلك الجهد المضني الشاق يدفعه إليه إنتمائه وعشقه وحبه ووله وشغفه الكبير (بقدسية وأهمية الدور الريادي
الذي قدمه الأمير (القمندان) من خدمة أدبية فنية غنائية وثقافية جليلة) أكد من خلالها هوية ومزاج ومذاق خصوصية الغناء اللحجي الأصيل بنكهته المتفردة المتميزة ..

فأستطاع فناننا المبدع فيصل علوي صاحب (الصوت العابر للقارات) أن ينفض غبار الزمان من (الأغنية اللحجية) وأعطاها ووهبها من روحه ونبضه وفؤاده وبراعة عزفه المتكمن المتقن الساحر عناصر ومقومات الأستمرارية والديمومة والخلود ..

مجسداً أهـم وأدق تفاصيلها ومـذاقها وخصائصها الفنية الإبداعية ، متبنياً كل ذلك الدور الفاعل والمؤثر (بصوته الإلهي الهبة) على بساط حنجرته (الذهبية) التي طافت وحلقت (ببساتين الحسيني والرماده وجداولها الرقراقة) ووديان وسهول وهضاب وروعة جمال الطبيعة الخلابة الآسرة في (لحج الخضيرة) الى مدارات وفضاءات رحبة شاسعة وكونية .

إنني كلما أستمع الى فناننا الكبير فيصل علوي في أغنياته وألحانه مضيفاً أحاسيسه المتوهجة المعبرة ومشاعره وخلجاته المرهفة المتدفقة (كسيل منهمر) ، واضعاً كل ذلك الجهد المبذول بشكل راق ومبهر في أسلوب غنائه وعزفه الساحر الأخاذ العبقري ..

فقد أستطاع (بن علوي) ببراعة وإقتدار أن يروي ويسقي ظمأ وعطش قلوبنا التي أمتلأت بتلاوين عزفه وصوته وبكل ما لديه من طاقات خلاقة وفذاذة وحضور لافت ، زارعاً بين ثنايانا ونفوسنا وشغاف قلوبنا الخير و التسامح والفرح والغبطة والنشوة فكسانا والبسنا رداء المحبة والسعادة بفيض من عطاءاته وفنونه وروحه الرومانسية الحالمة المعطرة بسحابات ومزن الجمال والأمل والتفاءول ..

( فيصل علوي سيمفونية القمندان الخالدة المتجددة والصوت العابر للقارات)

ونستطيع القول أنه يـُعـد ثروة قومية جمالية إبداعية وإنسانية وشمت بمشوارها الفني المتألق وحُفظت في الذاكرة والضمير و الوجدان الوطني والعاطفي على إمتداد التاريخ الغنائي الموسيقي اليمني القديم والمعاصر) .

العناوين :



1. أمتلك الفنان فيصل علوي حنجرة ذهبـيـة (وصوت قوي عابر للقارات) جسد أهم وأدق تفاصيل وخصائص ومذاق الغناء اللحجي وحلق بها إلى مدارات وفضاءات كونية .

2. أستطاع نفض غبار الزمان من تراث (القمندان) ووهبه عناصر الاستمرارية والديمومة والخلود .

3. غنائه المتألق المتدفق (كسيل منهمر) يروي ويسقي ضمأ وعطش قلوبنا التي أمتلأت بتلاوين صوته وعزفه الأخاذ.

4. كسانا وألبسنا رداء المحبة والتسامح والعطاء بفيض فنونه وروحه الرومانسية الحالمة المعطرة بسحابات ومزن الجمال والأمل والتفاءول .

5. يعتبر الفنان فيصل علوي من أهم وأشهر عازفي (آلة العود) في اليمن والجزيرة والخليج العربي .