آخر تحديث :الإثنين-22 سبتمبر 2025-11:01م

من تجارب الحياة (الحلقة 176) مواقف وطرائف ( 6 الأخيرة )

الخميس - 22 أغسطس 2024 - الساعة 06:04 م
اللواء ركن علي ناجي عبيد

بقلم: اللواء ركن علي ناجي عبيد
- ارشيف الكاتب


عقدت ندوة علمية في قاعة من قاعات فندق موفنبيك صنعاء في العام 2010.
بعنوان اقتصاد السوق الإجتماعي.
مع تنبيه في لوحة العنوان يقول من الممكن إقتراح أي إقتصاد يناسب أوضاع اليمن والاستفادة من التجارب المحلية أو بهذا المعنى.

كنت ضمن المدعويين ،عادة ما أحضر الندوات المدنية بالبدلة المدنية حكمت على ظروف معينة أن أحضر متأخر بالزي العسكري.
كان يدير الجلسة حينها الأستاذ محمد بشر رئيس الإتحاد التعاوني الذي جاء بديلاً الاتحادات الشبهة السابقة للوحدة في كل من عدن وصنعاء. وهو رجل يتمتع بكفاءة وروح طيبة وبالفكاهة.

فتح المجال للنقاش وعندما سمح لي بالحديث قلت أن تجاربنا المحلية السابقة لــ 22 مايو عام 1990م كانت في الجنوب...قاطعني أحد الحاضرين بسؤال ( ما وقع هذاك اليوم ) يقصد 22 مايو ضج الحضور بالضحك ،أجاب عليه بسرعة الأستاذ بشر رئيس الجلسة بقوله ( لا تحرج الفندم علي يمكن نسي أو ...) لم يترك الحاضرون له فرصة إكمال حديثه بضجة ضحك ،قلت له إنها مناسبة كونها آخر جلسات ما قبل تناول وجبة الغداء الدسمة بالفندق وقدهم ضباحى والملل سيد الموقف
فلنجدد نشاطهم ومعها تنفتح الشهية ولو على حساب إقتصاد السوق الإجتماعي برضه تبعتها ضحكات متفرقات.
رئيس الجلسة هيا خلونا نسمع العسكر ؟
فقلت محورا وصف الزبيري للعسكري بقوله
والعسكري بليد للأذى فطن...
كأن إبليس للطغيان رباه..
طبعاً دون ذكرها
فقلت
والعسكري ذكي للبناء فطن
لأن الله للبنيان رباه

ثم بدأت مداخلتي بالقول
كان في الجنوب إقتصاد مرتكز على القطاع العام والتعاوني والمختلط والقطاع الخاص وإن كان الآخير هو الأضعف.

وفي الشمال كان بأشكاله الشبيهة في الجنوب وحسب الترتيب التالي
القطاع الخاص والقطاع العام والتعاوني وإن كان تم إضعاف الاخير نكاية بالحمدي...
رئيس الجلسة يقول إسمعوا مدافع العسكر..
قلت أحسنت الآن حا تسمعونها. ..
وواصلت الحديث بالقول
لكن لحسنا القطاع العام وخصصناه تحت شعار الخصخصة ولهفنا القطاع التعاوني إلحاقا بالقطاع العام وأضعفنا القطاع الخاص وانتجنا
اقتصاد السوء موضحاً بالهمزة وليس بالقاف
وها هو يسير من اسوأ إلى الأسوأ.
قال رئيس الجلسة الأستاذ محمد بشر قلنا لكم العسكر بيدفعوا دفاع من مدافع العيار الثقيل ،صاحبت كلامه همهمات من هنا وهناك مع إلتفاتات نحوي كوني في مؤخرة القاعة فختمت كلامي بالشكر للدعوة وإتاحة الفرصة للحديث وعلى التقييم المدفعي ،سرت ضحكات متفرقة ولكن مسموعة.
رفعت الجلسة وتحلق حولي كثيرون أغلبهم من القطاع النسائي من خبيرات الإقتصاد (لكن) كبيرات السن عدى شابة سمراء فائقة الجمال عرفت نفسها بأنها فلانه طبعاً نسيت ولكن لم أنس بأنها قالت وكيلة وزارة المغتربين عبرت عن إعجابها بالمقارنة التي أدليت بها
عن الإقتصاد ،وأخرى من جامعة عدن سألتني أنت من الضالع ؟ أكدت زميلتها باللهجة العدنية أيوه أيوه مله منين عاده ؟
ما سمعتي لهجته وكمان شكله وهي تبتسم ؟
قلت لها نسبة الخطأ قليلة جداً فأنا من جمهورية حالمين الديمقراطية الحاكمة السابقة و الملاصقة جغرافياً للضالع فعلقت الدكتورة التي سألتني موجهة حديثها للتأكد أني من الضالع بالقول ما قد قلت لك إنه إذا هو مش من الضالع با يكون من محافظة لحح ،لسانه تفضحه ،تقرح تقرح لا بعيد رغم أنه يحاول يتكلم بالفصحى.

تحركنا إلى صالة الطعام لنلتهم بعض منتج إقتصاد السوء بطيبة نفس.
وإلى اللقاء في حلقات قادمة من تجارب الحياة بمرها وكمان مرها وحلوها بعونه تعالى.
عدن