آخر تحديث :الخميس-19 يونيو 2025-09:58م

الجنوب تحت الحصار... متى ينتهي؟

الإثنين - 26 أغسطس 2024 - الساعة 10:11 ص
أسعد ابو الخطاب

بقلم: أسعد ابو الخطاب
- ارشيف الكاتب




كل ما يحدث اليوم في الجنوب من كوارث وأزمات متعاقبة ليس مجرد صدفة أو نتيجة طبيعية للظروف الاقتصادية الصعبة فحسب. 
ما نشهده هو حرب مفتعلة وحصار متعمد من قبل الدول التي تمسك بملف اليمن، سواء كانت شقيقة أو صديقة، إضافة إلى لوبي الاحتلال اليمني الذي لا يزال يضرب جذوره في أعماق الأرض الجنوبية.

انهيار العملة وتأخير الرواتب:
الانهيار المتسارع للعملة وتدهور الاقتصاد ليس إلا جزءاً من خطة أوسع تهدف إلى تركيع الشعب الجنوبي وإبقائه في حالة من الفقر والعوز الدائم. 
تأخير الرواتب للمدنيين والعسكريين ليس مجرد إهمال، بل هو تكتيك محسوب لإضعاف الروح المعنوية وكسر صمود الجنوبيين.

ارتفاع الأسعار والفوضى:
ارتفاع الأسعار الجنوني في المشتقات النفطية والغاز والمواد الغذائية الأساسية والكماليات، إلى جانب ارتفاع أسعار الأسماك واستنزاف الثروة البحرية، ليست إلا وسائل إضافية لتضييق الخناق على أهل الجنوب. 
إن نشر الفوضى وزيادة معدلات الجريمة والمخدرات، بالتزامن مع الهجرة غير الشرعية للأفارقة، ليس إلا محاولة لنشر الفوضى والانهيار الاجتماعي.

الإرهاب والفتنة المناطقية:
تحريك خلايا الإرهاب مثل القاعدة وداعش في مناطق الجنوب، واستهداف المعسكرات، وإثارة الفتنة المناطقية بين القبائل الجنوبية، ليست سوى أدوات في يد قوى إقليمية ودولية تهدف إلى تفجير الوضع من الداخل. 
إن تغذية قضايا الثأرات وتسعير نيران العداوة بين الجنوبيين لا تهدف إلا إلى تمزيق النسيج الاجتماعي وتفكيك وحدة الصف الجنوبي.

تدمير التعليم واستنزاف الموارد:
تدمير التعليم من خلال استهداف المعلم بتدني راتبه وتعمد تأخيره، وإغلاق المرافق الحيوية التي توفر للبلد عملة صعبة وإيرادات كبيرة مثل المصافي والموانئ، ليست إلا خطوات نحو شل الحركة الاقتصادية وتدمير البنية التحتية للجنوب. 
استنزاف المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية والبحرية هو جزء من سياسة ممنهجة تهدف إلى تدمير مقدرات الجنوب وإفراغه من موارده.

دور دول الخليج بقيادة السعودية:
إن الدول التي تقود المشهد في اليمن، وعلى رأسها دول الخليج بقيادة السعودية، تتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية عن هذه الأوضاع المزرية. 
فمن مصلحتها أن يظل الشعب الجنوبي فقيراً بلا قيادة ولا قرار، تحت وصاية دائمة، متوقفاً على مساعدات لا تسمن ولا تغني من جوع. ولو أرادت هذه الدول حقاً حل الأزمات التي تعصف بالجنوب، لكان بإمكانها حلها.

لكن الحقيقة المرة هي أن الهدف هو تركيع الجنوب وشعبه وقيادته، وإبقائه تحت السيطرة الدائمة. 
هذا الحصار المتعمد ليس إلا سياسة لي ذراع لإجبار الجنوب على الخضوع لمخططات تلك الدول ومصالحها.

ختاماً، أقولها بكل وضوح: الجنوب لن يركع، ولن يخضع، مهما كانت الضغوط والمكائد. سيظل الجنوب شامخاً بأبنائه، صامداً أمام كل التحديات. 
وعلى أولئك الذين يظنون أنهم يستطيعون شراء كرامة هذا الشعب أن يدركوا أن الجنوب ليس للبيع، وأن مقاومة أهل الجنوب ستظل شعلة مضيئة حتى يتحقق النصر الكامل.