آخر تحديث :الأحد-01 يونيو 2025-06:12م

فخامة الرئيس: كيف رأيت تعز؟

الأربعاء - 28 أغسطس 2024 - الساعة 12:06 ص
د. محمد الحميدي

بقلم: د. محمد الحميدي
- ارشيف الكاتب


في مشهد وطني يعكس تاريخها العريق ونضال أبنائها، استقبلت مدينة تعز فخامة الرئيس رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، في زيارة تاريخية تُعد انتصارًا وطنيًا وتجسيدًا لروح الجمهورية، لقد خرجت تعز بأبنائها وشيوخها ونسائها، مستبشرة برئيسها الذي يعود إلى مدينته، حاملاً معه آمالًا وطموحات تلبي إرادة الأمة في استعادة الوطن وبناء مؤسساته.

تعز، وقد ارتدت أبهى حللها، بدت مدينةً تغمرها أمواج النصر والعزة، حيث تدفق أبناؤها من كل حدب وصوب، يحملون في قلوبهم مشاعر الحب والولاء لمظاهر الدولة ورمزها، وعلقوا عليه آمالهم العريضة، منتظرين منه أن ينتشلهم من براثن المعاناة الاقتصادية والمعيشية، التي أثقلت كاهلهم لسنوات طويلة، ومطالبين بأبسط حقوقهم الأساسية التي طالما حُرموا منها.

غير أن هذه الزيارة لم تكن مجرد لقاء عابر، بل مثّلت تجسيدًا صادقًا لانتصار الجمهورية وتجديدًا للعهد تجاه القيم والثوابت والمشروع الوطني. تعز، المدينة التي سقت أرضها بدماء أبنائها في سبيل الدفاع عن الجمهورية، رأت في هذه الزيارة منعطفًا حاسمًا نحو استعادة الدولة وتفعيل مؤسساتها، ولم يكن هذا الترحيب الحار مجرد تعبير شكلي، بل كان انعكاسًا عميقًا لجذور الوطنية الراسخة في وجدان الشعب، والتمسك بالمبادئ الجمهورية .

فخامة الرئيس، تعز اليوم في انتظار وفاءكم بتلك الآمال الكبيرة التي حملها أبناؤها في قلوبهم وهم يخرجون لاستقبالك. رأوا فيكم زعيمًا يحمل مشعل الأمل لاستعادة الدولة اليمنية وتحقيق العدالة الاجتماعية، ينتظرون منكم خطوات حاسمة لتحسين ظروفهم المعيشية وإصلاح المؤسسات التي طالها الفساد والإهمال.

فخامة الرئيس، لقد وضعت تعز ثقتها العميقة في قيادتكم، مترقبةً أن تكونوا القائد الذي يعيد إليها حقها في حياة كريمة ومستقرة، إن هذه اللحظة التاريخية تُعَد مفترق طرق في تحديد مسار المستقبل، وهي فرصة ثمينة لتأكيد التزامكم الثابت تجاه هذه المدينة الصامدة والوطن بأسره. تعز، التي لطالما كانت القلب النابض لليمن، تطمح اليوم لأن تكون منارةً للتحول والبناء، تُجسد أملًا متجددًا يضيء كافة أرجاء البلاد.

وفي اعتقادي أن زهرة المدائن اليوم ليست مجرد نقطة في خريطة الوطن، بل هي رمز لإرادة اليمن القوية وأملها المتجدد، وارى إن زيارة فخامتكم لها في هذا التوقيت، تحمل في طياتها دلالات تاريخية تتجاوز حدود المدينة لتصل إلى كل جغرافيا الوطن، وفرصة لإعادة كتابة المستقبل "وإنا لهذا المستقبل لمن الناظرين.".