آخر تحديث :الأحد-06 يوليو 2025-01:22م

زيارة الرئيس العليمي لتعز انتصاراً لليمن الجديد

الخميس - 29 أغسطس 2024 - الساعة 12:12 ص
مصطفى محمود

بقلم: مصطفى محمود
- ارشيف الكاتب


لا شك أن لحظة زيارة الرئيس رشاد العليمي إلى تعز ولحظة استقبال الحشود الشعبية التعزية وتحليقهم بموكبه الرئاسي ولحظة الهتافات ولحظة كلمته في كلية الطب ولحظة التصفيق الحار التي قوبل بها ، وهذا الإجماع الوطني الكبير، هي لحظة من تلك اللحظات المفصلية الخالدة في تاريخ الشعوب . لحظة أكبر من أن تكون زمنية حسب مثل المليارات من اللحظات التي تعد بوحدات قياس الزمن المعتادة ، لا بل إنها في قناعتي لحظة ذات وزن نوعي ثقيل جدا وشفيف بذات الآن .
لحظة ذات كثافة رهيبة ، لحظة انقلابية ، لحظة تجلي حقيقي ، لحظة انتصار الجغرافيا والتاريخ على الإيديولوجيا السلالية والطائفية.. وعلى كل الهويات الفرعية والمصالح الغير وطنية أن تلك اللحظة سيخلدها التاريخ اليمني إلى أبد الدهر ، ولا ينبغي إلا أن نفعل جميعا ، أن نخلد اللحظة .
لحظة انتصار اليمن على نفسه أولا ، قبل أن يكون انتصارا على الأخرين من أعدائه الكثر ، في الداخل والخارج .
لحظة انتصار ولادة الدولة إذ خرجة من رحم الحرب والإرهاب والردة وهي في طريقها للنمو التدريجي المتريث، لكن بشكل احترافي قوي خارق، لحظة انتصار الوطنية اليمنية الحقة التي أرادها كل النبلاء الذين رحلوا والذين لم يقيض لهم زمنهم أو أزمانهم فرصة تحقيقها ، مع الاختلاف في الرؤية لديهم جميعا ، أعني عظماء اليمن الحديث الكبار ،
الرئيس العليمي الكبير واخوانه اغضاء المجلس الرئاسي وثوار سبتمبر واكتوبر وشهداء المقاومة اليمنية وقبلهم الف ملك من جدودهم التابعة العظام.. لقد أنتصر اليمن الحقيقي الوطني ، يمن الشمال والجنوب والشرق والغرب والسهل والبحر والجبل يمن المؤتمري والاصلاحي والناصري والبعثي والانتقالي والسلفي والبهائي وغيرهم ،
انتصر اليمن على نفسه ، على تشرذمه وتيهه وظلاله وقسوته بحق نفسه وبحق أعضاء جسده الخالد المقدس ، أعني أبناءه المتميزون كُل بهويته الخاصة الصغيرة الجميلة التي تشكل جزءاً عضويا من اللوحة ، ولا يمكن إلا أن تكون في صميم هذه اللوحة لا في الإطار ولا في الخلفية .
زيارة الرئيس العليمي لتعز العليمي ، الجميل للغاية بروحه وبوطنية اليمنية وبانتمائه التعزي المدني العذب وبديموقراطيته ورحابة صدره وحكمته الكبيرة وعشقه لليمن ارض وانسان واحترامه الكبير لكل المكونات اليمنية، فصعوده للرئاسة كان هو الثمرة الناضجة للفعل اليمني الحضاري الرائع الذي حصل في السابع والعشرون من ابريل عام 2022م
يوم كان التوافق الوطني واختيار العليمي رئيسا جمهوريا شرعيا لليمن من اجل مقاومة الفاشية الهمجية الحوثية الكهنوتية وقبيلتها السلالية الطائفية المتخلفة المعيقة لحركة التاريخ الإنساني في هذه المنطقة .
فمن خلال تخصصاتي العلمية وابحاثي بالشأن اليمني كنت اعرف مكانه الرئيس العليمي في قلوب عوام التعزيين كماهي في قلوب عوام بسطاء اليمنيين شماليين وجنوبيين ومع هذا كنت قلقا وخائفا من تأثير الحملة الاعلامية الحوثية ان تشتيت الجمع التعزي وتبديد الالتفاف النخبوي حول الرئيس العليمي.. لكن تعز اثبتت للكهنوت ولكل متربص باليمن انها كانت ومازال وستظل كبيره على الكنوت والمؤامرات والدسائس كما عهدها التاريخ. دوما حجر الزاوية اليمنية ومعادلتها الوطنية.
فالشعب اليمني.. شماليون وجنوبيون جميعهم جربوا الفوضى وتجرعوا مرارتها وذاقوا ويل سلطات ما قبل الدولة وصاروا ضحاياها ،
ولذاك هم اليوم لن يكونوا الا مع الرئيس العليمي ومع مشروع الدولة مع اختلاف رؤاهم السياسية و اصبح اليوم لديهم السبب والدافع للتضحية م من اجل الرئيس العليمي ومشروع استعادة الدولة، لكي لا يكونوا ضحايا جدد لاستمرار الفوضى وتفتيت مرعب لليمن ،
وبحكم هذا نجح اليمن في جهاد النفس وأنتصر تدريجيا على إرث التفرقة والكراهية و الشوفينيه ودفن أسمال الفوضى واي معنى لسلطات ما قبل الدولة. وسلم مفاتيح مقبرة الفاشات للرئيس رشاد العليمي ، ليكون أمينا على اليمن وحارس كهف الماضي ومقبرة الإرث القميء .
بصراحة ( وليس انتقاصا من الذات اليمنية ) ، لولا السعودية لكان الحوثي اليوم متسلط على اليمن من صعده حتى المهرة، وما تحقق هذا النصر الذي نشهده كل يوم داخل المناطق المحررة ومشاهدنا هذا الأسبوع التعزي الجميل الخالد .
ليس لأن اليمنيون لا يمتلكون الإرادة والحكمة والقوة ، ولكن لأن من الصعب عليهم بعد انهيار الدولة أن يحسموا الإرث الامامي الشوفيني لوحدهم ، فهو أرث عمره يفوق عمر الدولة الوطنية اليمنية بألف قرن الى جانب سيطرة المليشيا الحوثية على كل مقومات الدولة ومقدراتها من سلاح ومال وكادر ومؤسسات وووو...ألخ.. يقابلها. فقر اليمنيين وشرعيتهم امتلاك صفر لكل شيء، فشكرا للمملكة العربية السعودية وملكها وولي عهده محمد الامين على كل ما فعلوه ويفعلوه من أجل اليمن والمنطقة العربية كلها ومن أجل مستقبل العروبة والإنسانية جميعا.
مبروك لتعز زيارة رئيس الجمهورية وتلمس احتياجاتها مبروك لليمن ارض وانسان بمجلس القيادة الرئاسي وبزعيم يمني رائع هو عالم الاجتماع ورجل الدولة الرفيع رشاد العليمي وبإخوانه القيادات الفذة المتنورة المتماسكة .
ومبروك لليمن انتصاره على نفسه .مبروك للجغرافيا والتاريخ قرانهما ، ومبروك لنا هذا الوليد الجديد الذي أسمه الوطنية اليمنية والأمة اليمنية الواحدة الخالدة .