آخر تحديث :الأحد-11 مايو 2025-09:13ص

الرد مكفول

الأحد - 01 سبتمبر 2024 - الساعة 11:45 ص
القاضي عبدالناصر سنيد

بقلم: القاضي عبدالناصر سنيد
- ارشيف الكاتب


طالعت على سبيل الضحك ما سمي ردا من قبل عقلاء جامعة عدن ما استفزني بأن هذا الرد احتوى على روزنامة من الأكاذيب ما جعلني أتساءل عن مصداقية جامعة عدن فالأستاذ الجامعي يجب أن يكون لديه موقف وان يكون الصدق ليس عبارة عن كلام إنما سلوك يقتدي به طلابه مع العلم أن من تولى كتابة هذا الرد بحاجه ماسة الى إعادة تأهيل ليعرف المعنى الحقيقي لكلمة الشفافية ، رغما عن أنف جامعة عدن تكشفت بعض الأمور من بينها صدور مذكرة من معالي, وزير التعليم العالي الاستاذ الدكتور خالد احمد الوصابي تحت رقم 1016 بتاريخ 12/8/2022 اشارت هذه المذكرة بلغة فصيحة لا غبار عليها بأن السنة التحضيرية هو نظام لا يتوافق مع لائحة القبول الموحدة في شئون الطلاب "بعكس ما جاء في رد الجامعة" .

وطالبت هذه المذكرة رئيس جامعة عدن بإلغاء السنة التحضيرية مع الالتزام و التقيد باللائحة الموحدة ، طبعا هذه المذكرة لم تلق اذان صاغية من القائمين على شئون جامعة عدن ، إذ قدم رئيس جامعة عدن توضيحا صحفيا مقتضبا "لم يشير رد الجامعة إليه" قال فيه بأن هذا النظام فرضته الضرورة من دون أن يتكرم بالحديث عن نوع الضرورة التي اباحت لجامعة مرموقة مثل جامعة عدن بهدلة والعبث بأحلام ومصير الطلاب من خلال مساوى هذا النظام والذي الهدف الأساسي من ضرورات وجوده هو جباية الرسوم ، حيث يتقدم سنويا لامتحانات السنة التحضيرية ما يقارب الثلاثة آلاف طالب يتم رسميا قبول اربعمئة طالب فقط لخوض السنة التحضيرية ليتفاجأ الطلاب عند بداية الدراسة في السنة التحضيرية بوجود نحو ألف طالب في السنة التحضيرية يدفع كل طالب رسوم مقدارها أربعين ألف ريال ليخوض الطلاب عناء الدراسة لمدة عام كامل يتخلله امتحانان الاول يتم بناء على نتائجه إزاحة معظم الطلاب المتقدمين مع بقاء افضل خمس مئة طالب فقط أما في الامتحان الآخر فيتم اختيار افضل مئتين طالب بناء على ما اظهرته النتائج ، كما لم يتكرم البيان بإعطاء اسم لأي جامعة حتى وإن كانت هذه الجامعة مغمورة تطبق مثل هذا النظام العجيب علما بأن السنه التحضيرية في كل كليات الطب في العالم تقع ضمن السنه الاولى والثانية من الدراسة في كلية الطب وتسمى السنه التحضيرية الغير سريرية واما ما جاء في رد الجامعة عبارة عن تضليل رخيص لا يستقيم مع الواقع ،،

شكاوى الطلاب تكاد تنحصر في طريقة التدريس الغريبة والذي لا يستقر استاذ المادة على اجابة صحيحة يمكن ان يتمسك بها الطالب ، فهناك اجابة في الكتاب المعد من قبل استاذ المادة واجابة أخرى على النقيض تماما في الملزمة المعدة من ذات الاستاذ بينما الشرح الذي يقوم به ذات الاستاذ اثناء المحاضرات يحمل اجابة ثالثة تكون على خلاف تماما لما هو موجود في الكتاب والملزمة فيظل الطلاب بين القلق والحيرة لا يفهمون الكيفية الصحيحة للإجابة ، بالإضافة إلى إصرار إدارة السنه التحضيرية من خلال مراقبي الامتحانات على كتابة تضليل الاجابات بالقلم الرصاص في سابقه ليس لها ما يبررها ، فالأصل ان الطالب صاحب الاختيار في القلم الذي سيكتب به الاجابات أن كان سيكتب الاجابات باستخدام القلم رصاص أو باستخدام قلم اخر ، والغريب عند فتح الملف لمراجعة نتيجة امتحان المادة يتم إحضار صوره لورقة اجابات الطالب في الامتحان ، فالأصل عند فتح الملف أن تحضر ورقة الاجابات الأصلية حتى يقتنع الطالب بأن الاجابات الذي صاغها كانت خاطئة مما يضع أكثر من علامة سؤال

لسنا بحاجة الى توجيه الاتهام إلى احد ولكن على رئاسة الجامعة بدل الانشغال في تأليف القصص عليها أن تشغل نفسها في سماع شكاوى الطلاب و مراجعة دقيقة لطرق التدريس وإجراء إصلاحات جذرية تصب في مصلحة التنافس الشريف فجميع من يتقدم للدخول الى كلية الطب بشري هم من نخبة الطلاب في البلاد وتفوقهم وتفانيهم ليس محل شك مطلقا ، كما يجب على رئاسة الجامعة أن تضع في الاعتبار رفع عدد الطلاب المقبولين إلى كلية الطب من مئتين طالب حاليا إلى ما يناهز الثلاثة الف طالب بشكل الذي يعكس ويناسب عدد السكان ثلاثة مليون والذي تزدحم بهم مدينة عدن، فالأصل بأن كلية الطب هي الكلية الحكومية الوحيدة في المدينة وقد بنيت هذه الكلية لخدمة عدد طلاب قياسا على سكان المدينة فلا يجب أن يخضع عدد الطلاب المقبولين لمزاج رئيس الجامعة او لمزاج عميد الكلية بل يجب أن يخضع للقانون وللاحتياج الحقيقي للبلاد من الاطباء.

ما جاء في رد الجامعة بشأن ابنتي لم يكن حصيفا ولم يكن لائقا و هو عبارة عن تجاوز من قبل الجامعة لكل الخطوط الحمراء وهذا ان دل يدل على حجم الابتدال الأخلاقي التي وصلت اليه الجامعة ، الحقيقة ان ابنتي تقدمت قبل عام لهده الامتحانات ورسبت وتقبلت هذا الأمر برحابة صدر و شجعت ابنتي على متابعة الركض خلف طموحها ولكن في هذا العام اختلف الأمر فقد نجحت ابنتي في الفصل الاول والتاني ولكن لم يشفع لها هذا النجاح في الالتحاق في كلية الطب ، في الوقت الذي أنبه بأن نشر نتائج رسوب ابنتي من العام الماضي على العامة إنما قد جاء من باب التشهير ليس إلا وله تداعيات ستعرف الجامعة قوتها في الوقت المناسب ، فنتائج الامتحانات اي كانت نتيجتها ليست موضوع رد أو مقال ، كان الأحرى بمن صاغ مثل هذا الرد أن يطربنا عن محاسن نظام السنه التحضيرية موضوع الانتقاد بدلا من الإشارة الى رسول ابنتي ، كما أن نظام النفقة الذي أشار إليه الدكتور سعيد اسماعيل هو نظام مكلف لا يحاكي الواقع إذ يتطلب مثل هذا النظام دفع مبلغ الفين دولار سنويا لانتساب الطالب إلى كلية الطب بينما راتب الفقير لله لا يتجاوز المئتين دولار ، فالأمر ليس فيه نوع من التحامل كما تدعي جامعة عدن بقدر ماهر دعوى إلى التصحيح باعتبار الجامعة احد المؤسسات الحكومية والتي تخضع للقانون