آخر تحديث :الإثنين-01 سبتمبر 2025-07:01م

26 سبتمبر جذور النضال

الجمعة - 13 سبتمبر 2024 - الساعة 05:43 م
فارس النجار

بقلم: فارس النجار
- ارشيف الكاتب


إن من يستنكر الاحتفاء بثورة 26 سبتمبر أو يحاول التقليل من قيمتها الوطنية، يجهل أو يتجاهل حقيقة أن هذه الثورة تمثل جذور النضال الوطني في اليمن، فهي ليست مجرد ذكرى لماض مجيد، بل هي الفكرة والمشروع الذي نستلهم منه إرادة الاستمرار في مواجهة كل من يحاول إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء، وكما هو الحال في العديد من الثورات الكبرى في التاريخ، قد تعود قوى الظلم للحكم من جديد، لكن ذلك لا يعني أن الثورة قد فشلت، بل بالعكس إنه دليل على أن الطغاة يشعرون بالتهديد الدائم من إرادة الشعوب التي ترفض الاستبداد.
فلذا فأن عودة الإمامة اليوم تحت مسمى الحوثية لا تمثل سوى محاولة بائسة لإحياء الماضي الاستبدادي، لكن ما لم يدركوه المليشيات اليوم هو أن روح الثورة قد ترسخت في قلوب اليمنيين بشكل أكثر وأعمق، وأن المبادئ التي قامت عليها ثورة 26 سبتمبر لا يمكن إخمادها، فالأحرار اليوم يقفون في خندق واحد، ليسطرون ملاحم جديدة، يقدمون أرواحهم فداءً لهذا الوطن، ويثبتون أن النضال مستمر، وأن الحرية هي الحق الذي لا يمكن أن يسلب مهما كانت التحديات.
وبالعودة بالنظر إلى تاريخ الثورات حول العالم سيدرك من يعترض اليوم على أحتفاء الناس بهذه المناسبة العظيمة، أن العودة المؤقتة للظلم لا تعني الهزيمة!، بل تعني أن المعركة قد تتطلب جولات أخرى من النضال، واليوم، كما في الأمس، فإن الأحرار في اليمن يواصلون الطريق الذي بدأه الأبطال قبل عقود، إنهم يواجهون أعداء الثورة بنفس الروح التي واجه بها الأوائل المستبدين، ويعيدون كتابة التاريخ بدمائهم وإرادتهم التي لا تلين.
اليأس ليس خيارا، والتخاذل ليس واردا!!!
اليمن كان وسيظل وطنا للحرية والكرامة، وستبقى ثورة 26 سبتمبر رمزا خالدا لكل من يؤمن بأن العدالة والحرية هما أساس بناء الأوطان.
"وكما قال نيلسون مانديلا:'الحرية لا تُمنح على طبق من فضة، بل تُنتزع بالنضال'" فاجعلوا من سبتمبر منارة تُضيء دروب المستقبل، وترجموا مبادئه ومعانيه إلى واقعٍ حيّ على الارض، ولتبقى تضحيات الأبطال شعلة متقدة تنير لنا طريق الحرية والكرامة، مهما اشتدت التحديات.