آخر تحديث :الثلاثاء-19 أغسطس 2025-09:53م

اليمن أسير الماضي

الجمعة - 20 سبتمبر 2024 - الساعة 07:23 ص
فادي الفقيه

بقلم: فادي الفقيه
- ارشيف الكاتب


إنه لأمر مؤلم حقاً أن نرى المشهد اليمني عالقاً في حالة من الشلل منذ سنوات طويلة، وكأننا ندور في فلك مغلق، نحن نكرر أخطاء الماضي دون أن نتعلم منها، وندع أخطاء الحاضر تمر وكأنها قدر محتوم علينا، خطأ الغد سيأتي، وسنستقبله كما استقبلنا سابقه، ويبقى وطننا غارقاً في زعزعة وحالة من الفوضى واليأس، حيث مازال أبناؤه يتبنى افكاراً سامة، الجهل، الطائفية، المناطقية، الجهوية، إدعاء الأحقية، وكأن الوطن ملكاً لجماعة واحدة دون سواها، مما يجعلنا في أزمة انتماء وولاء دائمة.
الاستيلاء والنهب والهيمنة تسيطر علينا، فكيف نتوقع النجاة من هذا المأزق بينما نحن نعود إلى الوراء، غير مكترثين بالتغيير؟ إن فكرنا عبثي، كفكر مُراهق لا يُدرك عمق ما يحدث حوله، نستطيع أن نتحدث ونتباهى عن ماضينا وتاريخنا وحضارتنا كيفما شئنا، ولكن إن استمرينا في تجاهل ضرورة التغيير الجذري في مجتمعنا، فإن مجد اليمن وازدهارها سيظل سجيناً في صفحات كتب التاريخ المهملة.
إن الانتظار لمخلص أو لمنقذ نركض وراءه لن يغير واقعنا، والأمل في الغد بدون بذل الأسباب لتحقيقه هو اكذوبة نضحك بها على أنفسنا، فقد مرت سنوات وعقود كافية، لا أعتقد أن هناك المزيد من الوقت للانتظار..!
ففي نهاية المطاف، يجب أن ندرك أن مصير وطننا ليس مجرد حكاية تُروى، بل هو مشروع نُبنيه بأيدينا، وإن التغيير الحقيقي يبدأ من الداخل، يقول الله سبحانه وتعالى ( إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ)، فحان الوقت أن ندرك أهمية الوحدة والتضامن في مواجهة الانقسامات، علينا أن نتحلى بالإرادة والقوة لننقلب على الهيمنة التي تعصف بنا من كل جانب شمالاً وجنوباً، ونعيد صياغة هويتنا الوطنية بما يتماشى مع قيم العدالة والمساواة، فالتاريخ يحمل بين طياته دروساً لا تُحصى، لكن الأهم هو أن نختار أن نكون صُناع المستقبل، لنكتب صفحة جديدة من مجد اليمن، صفحة تُعبر عن طموحاتنا وآمالنا، وليست مجرد ذكريات في الماضي والكتب التاريخية، لنبدأ الآن، فكل لحظة تمر هي فرصة للتغيير..!