آخر تحديث :الأربعاء-20 أغسطس 2025-12:25ص

ثورة 26 سبتمبر بين الماضي والحاضر

الخميس - 26 سبتمبر 2024 - الساعة 06:55 ص
فادي الفقيه

بقلم: فادي الفقيه
- ارشيف الكاتب


في كل عام، تأتي ذكرى ثورة 26 سبتمبر، تلك الثورة التي انطلقت في عام 1962 وأدت إلى إرساء دعائم النظام الجمهوري الجمهورية في اليمن، ورغم أن هذه الذكرى تحمل في طياتها آمالاً وطموحات، إلا أنها أصبحت مجرد ذكرى من الماضي، فالواقع الحالي للوطن على ما يبدو ما زال بحاجة إلى سبتمبر جديد، وتاريخ جديد، إلى تغييرات جذرية تعيد له رونقه وتحقق أحلام أجياله.

ستظل ثورة سبتمبر رمزاً للنضال من أجل الحرية والكرامة لكل يمني حر، فقد كانت بمثابة نقطة تحول في تاريخ اليمن، حيث انتزع الشعب حقه في تقرير مصيره، لكن الاحتفال بتاريخها اليوم، ونحن نشاهد الوطن يعود للوراء كل عام، دون التفكير في حاضرنا ومستقبلنا ومستقبل الأجيال القادمة، يثير تساؤلات عميقة حول ماهية وفاعلية هذه الاحتفالات، لا يمكننا أن نغفل أن ذكرى الثورة يجب أن تكون دافعاً للتغيير، وليس مجرد شعارات وهتافات لا تغير من واقعنا شيئاً.

اليوم، يعيش اليمنيون واقعاً مؤلماً يتمثل في النزاعات المستمرة، الفقر، المجاعة، المرض، انعدام الفرص، الصراع، الضعف والغياب المؤسسي والأمني، فالحياة اليومية أصبحت تحدياً يواجه المواطنين، بل وكابوساً بشعاً، ننتظر متى نستيقظ منه؟! حيث يموت الكثيرون بصمت، إما جوعاً أو قتلاً أو اضطهاداً أو قهراً، الأمل في الحياة الكريمة بات حلماً بعيد المنال، وأصبح حلم المغادرة والهجرة يراود الكثيرين، أراهن على أن إذا توفرت سُبل الهجرة (سيرحل الجميع دون تردد)، ولن يبقى سوى من بيده فساد السلطة والمال، ليصبح الوطن مجرد أرض لموت الأحلام والطموحات، وذكرى منسية لكل من غادر ورحل..!
إن الأوضاع الراهنة تشير بوضوح إلى الحاجة الماسة إلى ثورات جديدة، يجب أن تكون هذه الثورات نابعة من إرادة الشعب، تستمد قوتها من فكر الشباب ورؤى المستقبل، فاليمن بحاجة إلى تغيير حقيقي يتجاوز الأطر السياسية التقليدية، ويعبر عن تطلعات الشعب في الحرية والعدالة والكرامة.
فهل يعود سبتمبر من جديد؟!

السؤال الذي يطرح نفسه: هل يمكن لروح ثورة سبتمبر أن تعود لتخلق تغييرات جديدة؟ الجواب الحقيقي يكمن في استجابة الشعب ورغبته في التغيير، يجب أن نعيد إحياء القيم والمبادئ التي قامت عليها الثورة، ونعمل على تحقيقها من خلال العمل الجماعي والتضامن.

فعلى الرغم من التحديات، إلا أن وميض الأمل يبقى مُشعاً، يجب أن نزرع في عقول الأجيال القادمة أهمية العمل من أجل وطنهم، الذين أضاعوه من قبلنا في الأمس، والذي أضعناه نحن اليوم، على أمل أن تتحول ذكرى ثورة سبتمبر إلى دافع للنضال من أجل حقوقهم، ولبناء دولة تضمن لهم حياة كريمة ومستقبلًا مشرقاً.

ولا ننسى أن ثورة 26 سبتمبر وغيرها من الثورات، ليست مجرد ذكرى تاريخية، بل هي دعوة للتفكير في الحاضر والمستقبل، علينا أن نكون صادقين مع أنفسنا، لا بأس أن نحتفل بثورات الماضي، لكن لا ننسى أن نضع نصب أعيننا في حاضرنا ومستقبل الوطن وأحلام الاجيال القادمة، ولنجعل من سبتمبر نقطة انطلاق نحو التغيير المنشود، لنعيد تقييم ما حققناه وما نحتاجه ويحتاجه الوطن اليوم، لعلنا ننقذ ما تبقى منه..!