آخر تحديث :الجمعة-09 مايو 2025-07:45ص

وداعا اخي وصديق حسن .

الجمعة - 27 سبتمبر 2024 - الساعة 03:58 م
عمر الحار

بقلم: عمر الحار
- ارشيف الكاتب


رحل عشية اعياد الثورة اليمنية ، التي حبها حتى النخاع . موقفا قلمه لها . مسخرا فكره الثوري المتقد من اجلها .، رحل المناضل والاستاذ حسن عبدالوارث بلا وداع في اليمن التي قلبت ظهر المجن لعشاقها ، وكل من تغنى في امجادها ، منكرة عليهم البقاء على قيد الحياة ، بعد تصفية الثورة ورموزها ، وشموعها الجميلة في الظلام ، لتتركهم فريسة سهلة لذئاب المرحلة .
رحل حسن المناضل و القلم وفليسوف الكلام مثلما ترحل مواكب النهار تاركة اثر باق للخلود الابدي للذكريات ، وما سطرت اقلامهم من ماثرٍ خالدةٍ لن تموت . فمن لم يفزع لكارثة  رحيل الوطن ، لن يتالم كثيرا على رحيل عملاقا من عمالقة الفكر والكلمة المستنيرة  بفكرٍ اثيل ، باذرا بين الفكرة والفكرة فكرة قابلة للحياة ، وتكون جسر عبور للمعرفة والبقاء .
وفي بلادي اليمن كل شيئا قابل للخيانة في الحرث والنسل ، والفكر ، وارث عقوق الوالدين والثورة والوطن ودين الله ، بعد سقوط الخجل من بقايا وجوه الرجال مثل تساقط الاوراق في فصل الخريف .  والاشجار واشباه الرجال في سبات عميق الا من رحم ، وقبولهم ببيع الارض ، وحليب الامهات . فلا مكان للاخوة ، ولا للرجولة ولا للنخوة هنا ، ولا للامان هنا ، ونحن متعهدين للبيع هنا . وكأنما خلقنا لهذه المهنة الشاقة في هذه المرحلة التي اختلت فيها  موازين الحياة و الاشياء و الكل شاهد وشهيد على موتها . والخيانة هي ذلك الثقب الاسود في جدار الوعي الوطني المفقود اصلا .
اخي الراحل الحبيب .
تمكنت من الحفاظ على نفسك الثوري حتى اللحظة الاخيرة من حياتك ، ولم تدر  عدن ولا صنعاء دمعة ع الرحيل ، يامن اهدرت صدر العمر و الفكر ، و الشعر في محراب ثغرها الباسم ، ورهنت بقية الايام من عمرك في عاصمتها ، لتنثر اوراقها . بعد بيعة راس مالك الفكري في مزادٍ علني عا الرصيف .
فلماذا اوقفت قلمك وقلبك على مدن لا تحب ، ولا تعترف بافضلية الشعراء والادباء . لتحتفي كل ليلة بمقامر سياسي جديد ، جاهل و عميل .
فلن تكون المنسي الاول ولا الاخير في حياة اليمن عقب ادمانها على النسيان لكي تتقبل بحكم الضياع .
وداعا اخي وصديقي حسن .