آخر تحديث :السبت-16 أغسطس 2025-01:31ص

أيلول العظيم.. الوقت ينفذ

السبت - 28 سبتمبر 2024 - الساعة 04:24 م
رشاد خميس الحمد

بقلم: رشاد خميس الحمد
- ارشيف الكاتب


لم يكن سبتمبر العظيم فجر النضال إلا علامة فارقة ونقطة تحول من عهد الظلام والمآسي إلى عهد النور والبناء تركه أجدادنا الأبطال كإرث وطني عظيم توقد شعلته المضيئة كلما عاد المتصربون بكيان الجمهورية والعابثين بالمكاسب الوطنية لتحرقهم بشعاعها الساطع الحامي لمشروع الوطن الكبير .
يا أيلول العظيم لقد مضى عقد من الزمن قوامه عشر سنوات كاملة منذ إنهيارالدولة ونحن نعايش واحدة من أسوء الازمات الانسانية على مستوى العالم فلقد ورث شعبك البارود المميت من أطراف النزاع المتدثرين كذبا وبهتنا بلباس الدولة بعد أن أمعنوا في تعذيب شعبك تارة باستخدام الأدوات الخشنة والمميتة قتلا ودمارا وتارة أخرى بالملف الإنساني المرير وذلك بتجويع الملايين وحرمانهم من أبسط مقومات العيش والحياة الكريمة فضلا عن إنتشارالغلاء الفاحش والفساد المستشري حتى صنعوا لنا نماذج فاشلة ومعاناة مستمرة ويسبب كل ذلك خرج الشعب اليمني مبتهاجا ومستشبرا بقدومك لعلك تحمل بين جنباتك وبعون من الله الكريم مفاتيح النصر الكبير و سلالم الإنقاذ العاجلة للخلاص من ذلك الواقع الأليم والازمة المرهقة التي أهلكت المواطنين .
حقا لقد أبهر الشعب اليمني الجميع عندما صرخ وبصوت واحد في وجه كل سلطات الأمر الواقع معبر على رفضه لذلك الفشل المستمر والسقوط المخزي و مصرحا بأشتياقه الجامح لإستعادة دولته حتى بدأ أولئك المارقون غرباء ودخلا بل دب الخوف في نفوسهم خشية من سقوط حكمهم الزائف فقاموا بالانتقام من الاحرار إعتقالا وسجنا وعراك بالايادي وفي أحيان كثيرة سبا وشتما وحقدا وتلك أفعال الضعفاء المنهزمين من داخل ذواتهم...
يا سبتمبر العظيم يا قبلة الاحرار بالله عليك متى ستعود؟ ألم يرق قلبك بعد ؟!! حتى تلهم أحفاد أبطالك إرادة الحسم ليصنعوا النصر الكبير ويستعيدوا الجمهورية الجديدة فماذا بقي؟ فلقد نفذ صبرنا وطفح الكيل وبلغ السيل الزبى وضاقت بنا الأرض بما رحبت وأصبحنا بأمس الحاجة لمسارات صحيحة تقودنا إلى إستعادة الدولة الحديثة على منهج قويم تسوده العدالة الانتقالية حتى لايفلت المجرمون من العقاب المستحق .
حقا ستظل ذكرى سبتمبر العظيمة تحمل بين جوانحها بشائر النصر الكبير و الأمل الصادق في نفوس أحراره من أجل صناعة غدا أفضل وبناء عهد جميل يسوده النظام القانون والعدل والمساواة وكذلك ستظل شعلته المضيئة وقلاعه الصامدة حصن الوطن الحصين ومصدر عزته وشموخه التي تتكسر أمامها أطماع الطامعين بخيرات الوطن وأحلام الحالمين بعودة الماضي البغيض.