السلام على 7 من أكتوبر الذي أنجبَ نصرًا وفتحًا، اليوم الذي تعالت فيه أصوات الله أكبر، وذلُت فيه رقاب العُزى وتكسر، يومًا خلدهٌ التاريخ، ولن ينسى، ويعبر السلام على الدماء التي اروت الأرض حتى أنجبت نصرًا، مطهر، والتي لولاها لما صنعنا مجدًا، ولا كسرنا كبرياء نتنياهو، وقيصر ! السلام على الأيادي التي شقت باطن الأرض، وعلى الجباه التي لا تسجد إلا للرب، وعلى الياسين، والشواض، وال قذيفة 105، وساغر، والفدائين ! السلام على الشهداء، والجرحى، السلام على الأيادي القابضة على الزناد، التي لم تبرح مكانها، ثابتة كأنها جبل أحد يوم بدر، السلام على الغزاوين جميعًا، صغيرًا، وكبيرًا، ذكرىُ وأنثىْ، محاربين ومنقذين، دكاترة، وإعلاميين، عاملين، و نازحين، ثمة أشياء تخبرنا أن هذا الدين لم ينتشر بالسيف، ولكنه دون سيف يتطاولُ عليه النّاس! وثمة اشياء تحدثنا إن الأرض حين تُسلب لاتستعاد إلا بالدم هذه الوسيلة الأكثر تجربة على مر العصور ما أخذ بالقوة، لايستعاد إلا بالقوة! لاشيء يصنع المعجزات: ويُخلد في صفحات التاريخ إلا بالدم، وحده الدم من يروي الأرض وينجب الرجال ويضمّد القلوب وتسُتعادُ به الأرض والحقوق، لاشئ يستعاد دون دم، ولا قوة تأتي إلا بالدم ولا حدود تروسم إلا بدم، الناس لم تسقى اليك إلا بقوتك وياعز من كان قوته، إيمانٌ في قلبهٌ، وسلاحهُ في يده ! عامًا أصم وغزة تمرّق أنف الإحتلال الإسرائيلي وتعلمه دروس لن ينسها، هذه المدينة ولدت لتقاتل، تنجب الأبناء ليستشهدوا، وتصنع الرجال لينجبوا، كل من فيها شهيد، حتى ولم يُدفن، هيّ لاتشبه باقي مدن العالم بتاتًا ! خذلها القريب والبعيد، تخلى عنها الإخوة، والأصدقاء، ولم تسلم حتى من طعنات الإخوة القادرة، ومع ذلك لم تأبه وتبقى شامخه كشموخ مآذن القدس، وجميلة كأنها لؤلؤة من الجنّة، استطاعت بعذريتها تنجب، ورغم فقرها وحصارها تقاتل وبإذن ستنتصر وما النصر إلا من عندِ الله العزيز الحكيم،