يتحدثون عن قدسية الوطن، لكنهم يتماتعون ليلاً ليسرقوا خيراته باسم الوطنية، تاركين الشعب يئن تحت وطأة الجوع والفقر، وكأن الوطن لهم غنيمة وليس أمانة.
يتحدثون عن قدسية الوطن، لكنهم ينهبون ثرواته، ويزرعون الفساد في أرجائه، بينما القدسية الحقيقية تكمن في التضحية لأجله، لا في استغلاله.
يتحدثون عن قدسية الوطن، لكنهم يغتنمون كل فرصة لسرقة أحلام أبنائه، غير مدركين أن قدسية الوطن تتجلى في عرق الكادحين، لا في جيوب الفاسدين.
يتحدثون عن قدسية الوطن، لكنهم يتمتعون بمقدراته، متجاهلين أن الوطن يستمد قدسيته من شجاعة المخلصين، لا من جشع المتربصين.
يتحدثون عن قدسية الوطن، لكنهم يختبئون خلف الشعارات لتبرير استباحة خيراته، غير مدركين أن القدسية لا تُمنح لمن يسرق، بل لمن يبني، ولمن يحرس الوطن بأمانة وإخلاص.
يتحدثون عن قدسية الوطن، لكنهم يتركون الأبواب مشرعة للفساد والمحسوبيات، معتقدين أن الأوطان تُبنى على نهب الحقوق، غير واعين أن قدسية الوطن تترسخ بعدالة أبنائه، لا بجشع المتسلطين.
يتحدثون عن قدسية الوطن، لكنهم يقايضون مستقبله بمكاسبهم الشخصية، ويفرطون في مقدراته من أجل مصالحهم الضيقة. إن القدسية الحقيقية للوطن لا تتجلى في الخطابات الجوفاء، بل في الحفاظ على أمانته للأجيال القادمة.
يتحدثون عن قدسية الوطن، لكنهم يزرعون بذور الانقسام والفوضى في تربته، متجاهلين أن الوطن لا يُقدس إلا بقلوب موحدة، وأن من يخونه لا يعرف شيئاً عن معنى القدسية.
يتحدثون عن قدسية الوطن، لكنهم يعيثون فيه فساداً دون خجل، غير مدركين أن الوطن لا يصان بالكلمات، بل بالعدالة والنزاهة، وأن سرقة مستقبله هي خيانة لكل قطرة دم سالت لأجله.
يتحدثون عن قدسية الوطن، لكنهم يرسمون خرائط النهب بخبث، وكأن قدسية الوطن لديهم مرهونة بمقدار ما يجنونه من أرباح غير مشروعة، متجاهلين أن الوطن يقدس بأفعال الشرفاء، لا بتآمر الفاسدين.
يتحدثون ويتحدثون ما زالوا يتحدثون.