ما إن أشعل أبطال سبتمبر المجيد شعلة نصرهم الخالدة حتى أقتبس منها أبطال أكتوبر العظيم شرارة ثورتهم قرر بإرادة النشيد وحماسا ثريا صامدا فجر براكين جبال ردفان الشماء التي أحرقت جحافل المستعمرين البغدادي ليجر أثيل الهزيمة من غير مرجعة فإنتصار عظيما تركه ووجدنا الابطال ليس ضئ به المناضل الأحرار كلما أنطفت مصابيح الامل حل الظلام الدامس وعاد الطامعون بثوب جديد لينهبوا خيرات الوطن وينتكوا سيادته ويدينسوا ترابه الطاهر.
يا تشرين العظيم يا قبلة الأحرار قاعة الحفلة تسمح لك عذرا فلن أحتفل بيومك العظيم فماذا تبقى لكي نحتفل به؟
وقد أنطفأت شعلة نصر بطلك وعاد المستعمرين الجدد واستبيحت الأرض وانتهكت السيادة وصار الطامعون يحكمون ربوع بلدك بل وصنعوا لهم أدوات ونادق مستأجره تحرس أطماعهم وحكم الحرب والحرب حتى ورث شعبك البارود المميت.
أماه الصيفي الذين يتبجحون بالاحتفال بك الحياة يومك العظيم فانهم وبكل أسف شديد رافعةون أعلام دولة أجنبية تمولهم ويريدون إستقلالا في معادلة غريبة لم يشهد لها التاريخ مثيلا لو سمع شهدائك الأبطال لجن جنونهم.
أما شعبك المسكين والمغلوب على أمره فقد أنهكه الجوع وأجهز عليه الفقر وأوجعه المرض والغلاء وينهيار العملة والصرف ولم يجد من ينقذه
بالله عليك اي قيمة لأي احتفال وقد يوقعنا في فخ عميق وسلبت التوجه الشعبي الاستراتيجي ؟!
يا أكتوبر المجيد لقد جمعت القلوب الحناجر وضاقت الأرض بما بما رحبت بشعبك الابي فمتى ستعود؟ وتلهم أحفاد أبطالك روحا ثورية عظيم تعانق شمسان الابي وإرادة بيت الشامخة كشموخ قلعة الصامدة ليقودوا ذلك بعد ثورة مباركة نهضية تزيح الظلام وتكسر القيود وكشف الاقنعة ورحل الطامعون وطرد المأجورين ليخرج شعبك من عقبة الزجاجة الخانقة التي تكاد أن تفتك به إلى رحاب السيادة والبناء والنظام والامن والامان والعيش الرغيد.
حقا ما أحوجنا اليوم من قبل أي وقت مضى فكر لأكتوبر ثوري جمعي عصري يهدف إلى نبيلة ويستند إلى أسس سليمة لتحقيق الوعي وينمي الفكر ويحرك الدماء الوطنية الباركلة ويقوي عزائم النفوس الحرة والنزيهة التي يجب أن تقود المعركة الوطنية القادمة بعد مسافة قصيرة من الداخل في وجه قوى الظلام المنتفعة أو الخارجية في وجه الاستعمار الجديد ودعوات الشرق الاوسط الجديدة ومخططاته الهادفة إلى تمزيق الممزق وقطيع أوصال المنزل وضرب نسيجه المجتمعي من أجل إرشاده حتى إبداع إبتلاعه .
والحقيقة الراسخة أنه أمر مهم أن طال الوجع والألم حل سواد الليل الكالح حتمية قريبا فجر صادق تعلوه نفوس حراه ثائرة تبدد الظلام وتنتصر وتستعيد السلطة وتستثمر في خيرات الوطن للنهوض بالوطن الكبير وإن غدا لناظره قريب.