آخر تحديث :الجمعة-09 مايو 2025-10:07ص

عبدالله السلي شاعر المواقف والعواصف وصوت الفقراء والبائسين !!

الثلاثاء - 29 أكتوبر 2024 - الساعة 04:35 م
د.عبده يحيى الدباني

بقلم: د.عبده يحيى الدباني
- ارشيف الكاتب


عبدالله محمد السلي الدباني شاعر شعبي من حالمين من قرية القرب مواليد منتصف الثمانينيات تقريباً وهو شاعر معروف في حالمين وفي شعره تتجلى ملامح الصدق والتلقائية ، وهو متعدد الموضوعات والهموم في شعره فقد نالت قضية شعب الجنوب حيزاً واسعا في شعره سياسياً وثوريا يواكب هذه المرحلة التي تمر بها قضية شعب الجنوب بالإضافة إلى موضوعات اخرى مثل الزمن وفلسفته ومواصفاته؛ وهموم المواطنين وقضاياهم في التعليم والصحة وغيرها وقد أجاد التعبير عن كل هذه القضايا شعرا شعبيا بسيطا تلقائيا .

عبدالله السلي من أسرة تربوية فابوه هو معلم الأجيال وهو الاستاذ محمد سعيد غالب السلي رحمه الله تعالى

ولهذه التربية اثر واضح في حياته وفي شعره.

وهو متشبع بالثقافة الإسلامية التي نشأ عليها والتي تعلمها في المدرسة وفي المسجد، فكان ذلك جلياً في شعره وفي القناعات التي ينطلق منها في شعره ؛ وأكثر قصائده يبدأها بحمد الله تعالى والصلاة على نبيه مثلما يختمها بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في اكثر الأحيان .

لقد اطلعت على عدد من قصائده وليس على شعره كله وخرجت بهذه الانطباعات السريعة ، على امل ان يجمع شعره في ديوان ومن ثم تتم قراءته وتقويمه .

الشاعر السلي يضبط الوزن في قصائده بشكل تلقائي لا تكلف فيه ولا تعسف ؛ وهذا دليل شاعريته وملكته. بعض هذه الأوزان جاءت على اوازن الخليل ابن احمد أي اوزان الشعر العربي مثل بحر البسيط وبحر الوافر والمتقارب وبعضها كانت اوازنا شعرية شعبية محلية فهناك بحر شعري أو وزن شعري لا نجده ضمن بحور الخليل المعروفة الستة عشرة ولكنه موجود في شعر السلي وشعر غيره في حالمين ونسميها في حالمين ( لحن بن سيف) وبن سيف هو شاعر من حالمين اسمه حسين سيف بن جواس من وادي شرعه هذا الوزن نقدر نضع له هذه التفعيلات :

مفعولن فعولن فعلن

مفعولن فعولن فعلن

ثلاث تفعيلات في الصدر وثلاث تفعيلات في العجز .

مثل قول ابن سيف على هذا الوزن هذه الابيات:

واانعمة سقاكي ربي

كم لك بالعوايد عادة

لا شني مطر ع القبلي

تشرب سيل من تريادة


الشاعر عبدالله السلي مطلع على شعر سابقيه من الشعراء وقد تشبع بهذا الشعر وتثقف به ولهذا نجد أنه تأثر بتلك الأشعار وظهر تأثيرها في شعره .

يلاحظ أيضا انه في اكثر مطالع قصائده يقول قال الجنوبي ، لقد تجاوز لقب الدباني ولقب الحالمي والردفاني إلى : قال الجنوبي وهذا يدل على ارتباطه الحميم بالجنوب فالجنوب هو وطنه وهو قريته وقبيلته وهو اصله وفصله.

وهذه نماذج مقتطعة من شعره :


قال الجنوبي سوف اعلي في الافق كالنسر في جو السماء حرا طليق مادام لي مبدأ ومنه بنطلق

مبدأ استعادة دولتي كلا يفيق


وقال في قصيدة اخرى:


قال الجنوبي لماذا الساحرة تلعب تلعب علينا بوجهي سكرت لابواب

ولا قده همها في الجاه والمنصب

وأنا فقط يذوق الهم والاتعاب

أنا لها تنازلت بالربح والمكسب

لكن عليا حقودة كشرت لانياب


وهو بهذه الابيات يصف الشرعية وتلاعبها وهذا المعنى كثيرا ما دار في شعره .

وقال أيضا ؛

يا من على كرسيه عالي مرتوس

ايدت موسى بالرسالة والمسيح نجيت موسى يوم فرعون انتكس وامسى غريق الموج داخلها يصيح


وقال يرثي استاذه وخطيب مسجد القرية وشيخها محمد علي سيف رحمه الله تعالى وهذه القصيدة الوحيدة له في الرثاء ؛ قال فيها :


رحيله زاد لي حسرة وكربة

حتى عالكلام اعجم لساني

اخايل صورته في كل خطوة

بكى المنبر عليه لما بكائي..

وأخيرا اهمس في اذن شاعرنا السلي

وفي اذن كل شاعر شعبي في حالمين وفي سواها في الجنوب الحبيب أن يعطوا هامشا في اهتمامهم الشعري

بالطبيعة من حولهم كيفما كانت أي أن يلتفتوا إليها ويتغنوا بها وكذا ينفتحوا على العواطف والعلاقات الانسانية مع الآباء والامهات والابناء

ومع المرأة وشعر الأسرة ، وان يكتبوا القصائد التي تصلح أن تكون أغاني تعكس خصوصية المنطقة وغير ذلك إلى جانب الشعر الوطني والسياسي الذي أخذ الحيز الأكبر من اهتمام شعرائنا.


والله ولي التوفيق.


د عبده يحيى الدباني