في طريقي ذهاباً وإياباً من المدرسة الى البيت
كان هناك طائر يحرس عشه في مكان مرتفع عن الارض أراه من فترة قصيرة بشكل شبه يومي وفي يوم اقتربت لا تحقق من العش عندما يذهب الطائر لاحضار الطعام وهناك رأيت نيف من الفراخ الصغار بدون ريش لايستطيعون الطيران ولا يفعلون شيىء سوى الزقزقه طلبا للطعام وعندما رأيته قادماً نحوي نزلت عن جذع الشجرة بسرعه خوفاً من منقاره الصغير ذي المفعول المؤلم
وكنت كل يوم أمر من هذا الطريق يدهشني مشاهدة الطائر يذهب ويعود بالطعام حتى المغيب يذهب اكثر من مره لعدم مقدرتة على حمل اكثر من حجمه ويعود ليكون الدرع الحامي لفراخه الصغار الذي يبدو أنهم لن يستطيعوا الطيران لفترة طويلة من الوقت وهذا يتطلب مزيداً من الجهد والشقاء على ذاك الطائر ،وفي يوم آخر غلبني فضولي لاصعد وانظر الى العش واتحقق من حالهم لاني لم اسمع صوتهم الصاخب اليوم فهالني ما رأيت دماء وريش موزعه على كامل العش وهناك الاب يصارع أفعى سوداء سواداً قاتم بعيون جاحظة شرسه ومصره على انتزاع ماليس لها حق فيه والطائر يحاول وهو يعرف من الاقوى وأنه ليس له القوة او الفرصه للإستمرار في مواجهة كائن مثله بانياب مسمومة وجسد زاحف يلتف على فريسته ببطئ ويخنقها على مهل حتى يسحق عظامها ثم يبتلعها في ما بعد دفعة واحده لكنه اختار الدفاع عن ذاك الصغير الذي يستند عليه الان من لم يستطع الطيران بعد مثل اخوته، بجناح مكسور وجسد مدمى اختار الصمود رغم ضعفه وقلة حيلته الا انه لم يترك عشه وصغيره لمفترس خبيث مثل هذا الثعبان الزاحف.
فاطمة عصام مريسي