آخر تحديث :الإثنين-22 سبتمبر 2025-09:36م

تبرير الفشل هروب من المسؤولية وهدم للطموح

السبت - 16 نوفمبر 2024 - الساعة 09:59 ص
محمد العنبري

بقلم: محمد العنبري
- ارشيف الكاتب


في مجتمعاتنا تتزايد ظاهرة تبرير الفشل والسلبية وكأنَّها أصبحت ملاذًا آمنًا للبعض يختبئون فيه هربًا من المسؤوليات وأحيانًا من الحقيقة نفسها حين نجد من يبرر العجز والجمود ويدفع عن نفسه تهمة التقصير بالتبرير نكون قد خطونا خطوة كبيرة نحو التخلي عن قيمٍ أساسية كالصدق والعمل والمثابرة التبرير للفشل ليس مجرد كلام بل هو تنازل صامت عن المبادئ وإعطاء الفرصة للانحدار نحو هاوية مظلمة من التخاذل والتراجع.

إن تبرير السلبيةفي حقيقته هو تجاهل لمواجهة الحقائق بشجاعة فحينما يكون التبرير للفشل خيارًا مقبولًا تتحول روح المبادرة والإصرار إلى مجرد شعارات وتُهمَّش قيمة الجهد المبذول في سبيل تحقيق الأهداف بهذه الطريقة يُصبح التخاذل بديلاً واللامبالاة سبيلًا ما يُضعف الروح المعنوية ويقتل الطموح التبرير لا يعني سوى الانسحاب من ميدان النضال والركون إلى الأمان الزائف الذي يصنعه العذر، في حين أن الحياة لا تزدهر إلا بالتحدي والجرأة.

حينما يصبح التبرير للفشل ظاهرة متفشية فإن ذلك يعكس صورة مؤلمة عن حالة المجتمع فهذا يعني أن هناك تقبلاً عاماً للسلبية وإهمالاً لمبدأ المحاسبة الشخصية إن استسهال التبرير يساهم في تراجع قيمنا المجتمعية ويضعف روح التنافس والعمل الجاد وقد نجد من يبرر تقاعسه بعبارات مثل "الظروف لم تساعدني" أو "لا فائدة من المحاولة" لكن هذا التسليم ليس إلا بابًا للهروب من مواجهة التحديات وهو باب يقود إلى هاوية من الجمود حيث يُنسى الجهد والإصرار وتُدفن الأحلام تحت ركام المبررات الواهية.

ومن هنا يجب أن نعود إلى قيمنا الأصلية التي تعزز مبدأ مواجهة الصعاب وتحمل المسؤولية دون خوف أو تهرب إن الفشل ليس نهاية بل هو جزء من الطريق نحو النجاح لكن تبرير الفشل واعتباره حالة مقبولة يقتل روح النضال ويحطم إرادة الأفراد في الصعود من جديد إن قوة المجتمعات تأتي من إصرار أفرادها من قدرتهم على النهوض بعد السقوط ومن تمسكهم بمبادئهم حتى في أحلك الظروف.

فكيف لنا أن نقبل بأن يكون التخاذل هو البديل؟ إن المجتمعات التي تتخلى عن المبادئ الأساسية في العمل والمثابرة وتسمح للسلبية بأن تتسرب إلى حياتها تكون قد اختارت طريقًا وعرًا نحو الانحدار يجب أن يكون لدينا وعي جماعي بأن نجاح أي مجتمع لا يمكن تحقيقه إلا إذا تضافرت جهود أفراده وإذا اجتمعوا على نبذ العجز والتبرير.

إن الطموح يولد من التحدي والسلبية تقتله بلا رحمة والطريق نحو التقدم يبدأ بالاعتراف بأخطائنا والعمل على تصحيحها.