آخر تحديث :الإثنين-16 يونيو 2025-08:23م

"دور الفن في تعزيز الأجندات السياسية"

الإثنين - 25 نوفمبر 2024 - الساعة 08:42 م
زياد بن محمد

بقلم: زياد بن محمد
- ارشيف الكاتب


رأيت في إحدى المنشورات صورة لثعبان ممسك بسمكة في فمه، ومكتوب عنوان عريض عنه: "ثعبان شجاع ينقذ سمكة من الغرق"..

هكذا يستطيع الاعلام أن يتلاعب بعقول الناس، ويلفتها الى ما يريد!!


وهنا يحضرني احداث الفلم العالمي "تايتانيك".. TITANIK وهي سفينة حملت على متنها ما يقرب من 2230 شخصاً تم إنقاذ 706 شخص فقط، بينما 1517 شخصا لقوا حتفهم غرقاً. أما بطل الفيلم فقد مات بعد ساعات متجمداً بسبب برودة الـماء وليس الغرق.

غالبية من شاهدوا هذا الفيلم لم يشعروا بأي تعاطف مع المئات الذين ظهروا فيه وهم يغرقون، رغم أن معظمهم كانوا من النساء والأطفال. كانت أمنية كل من تابع الفيلم أن ينجو البطل والبطلة من الغرق!

لكن هل تساءلت يومًا لماذا شعرت بالتعاطف مع البطل، رغم كونه لصًا ومدمن خمر ولاعب قمار، بينما لم تتعاطف مع المئات من النساء والأطفال وكبار السن الذين كانوا يغرقون في الفيلم؟

السبب أن المخرج تمكن من التركيز على البطل والبطلة فقط، وكأنهما الوحيدان على متن السفينة. حيث استطاع أن يجعل المشاهد يحبّهما ويتعاطف معهما رغم عيوبهما، بينما نُسيت في الوقت نفسه معاناة الأطفال والنساء الذين غرقوا من حولهما، وكأنهم غير موجودين!

وهكذا تظهر استراتيجية التلاعب بعواطف الناس وعقولهم من خلال الإعلام والفنون البصرية، حيث يتم تسليط الضوء على ما يريده المخرج ومن يقف خلفه، وفق رؤيتهم السياسية أو مصالحهم أو أجندتهم، وليس من منظور نشر الحقيقة بحيادية.

للأسف، الإعلام بجميع وسائله يمارس هذا العبث بشكل مستمر. وكل الأطراف المتنازعة في عالمنا اليوم، (محلياً ودولياً) ، تعرض لنا المشهد من زاويتها فقط، بينما الحقيقة تكون شيئاً آخر.