آخر تحديث :السبت-03 مايو 2025-03:13ص

القطن.. عيد التحرّر وذكرى الانعتاق

السبت - 30 نوفمبر 2024 - الساعة 10:24 م
خالد لحمدي

بقلم: خالد لحمدي
- ارشيف الكاتب


زمن النور والارتقاء يطوّقان المدينة .

ليل مموسق بالذكرى والأمنيات الهاربة .

لم تكن هذه الأرض مهجورة أو عاقرا يوماً، إذ لا تزال تتفتّح على جسدها غابات من العطر والزهر والبهاء .

هُنا حيث وُشمت خُطى رجالٍ لم يغادروها يوماً ولاتزال تُردّد أسماءهم بكثيرٍ من الأنفة والشموخ والإباء .

هنا حيث صنعت الثورة وهجها الفكري والأيدلوجي، محمولة على جسد زمنٍ لا يعرف التقهقر والانهزام .

  هنا حيث يخيط الضوء قماطة النصر والحرّية وتاريخا ممسكا بالنهار .

كل القوافل أناخت أسفارها مزهوّة بالمجد ورايات النصر والاخضرار .


يسألني زمني :

-أين أنتَ ؟

فأجيب :

-أنا آخر الصقور التي تعافر الريح والتبلّد ، تحت شمس آفلة ، أضاجع العطش والتعب وعناد الاجتياح .

مساءٌ قطني وارف الأخيلة يملأ الروح بالزهو والبهجة ، وكثيرٍ من الفوز والانبهار .

القطن ، مدينتي .. عوالم مسكونة بالصبر والغربة الرافلة في ثياب الرفعة والأماسي الباردة ، ممسوسة بالثرثرة وعناق الوهم والعدم .

أخطو مصحوباً بلفحات شتاء يهبط بتوءدة ،

في انتظار الرفاق يجيئون ، مدجج بكتب وأقلام وسجّلات مجد وأغانٍ معمّدة بالنُّبل وأحلام المتعبين .

يحملني حُلمي مشوباً بعتب وعتمة، فأقرأ فاتحة ابتهاجي بلقاء رفقة يبارك خطوهم النجوم وتحتفي بهم الأرض بفرح وانتشاء .

شكرا للرفيقات والرفاق القادمين من جميع مدن الساحل والوادي إلى مديرية القطن للاحتفال بعيد الاستقلال الوطني والذكرى 46 لتأسيس الحزب الاشتراكي اليمني .


إذ تهمس القطن بفرح طاغ :

-نحن ننتمي لحزب يردد دائماً :

-لكم حق الفرح والابتهاج والحرّية والانتصار .

وحق أن نحادث الحاضر بالأمجاد والأبطال والتاريخ والتضحيات وكيف يكون التقدّم والبناء .

رغم الزيف والتسلّط ، والفقر الذي يمسك بأرواح البسطاء والمعدمين ، الذي أرغمنا أن نسير في صحرائه و دروبه الكالحة، أرى القطن تنام على وسائد العصور السالفة وتستعيد بهجتها وزمن النُّبلِ والكمال .

ليس محض صدفة بل عصرا من الاندماج والالتحام الثوري المشوب بالثقة ، الموشوم على تخوم المدينة التي لا تزال ترمّم الغروب وروائح الزيف والخراب .

من هنا وجب القول للجنوب وست محافظات  : وجب الاحتفاء بالنور والأمل المرتقب ، فاللحظة ملوّنة باذخة ، ولنخنق معاً ألوان الدجل والخرافة ، فالفجر يحدّثني بأحرف مغسولة بالشمس بتفتّق وعدٌ وعهد جديد .