لقد توجت تضحيات أبطال سبتمبر فجر النضال الاول وثوار أكتوبر العظيم بيوم النصر الاكبر عندما جر آخر جندي بريطاني أذياله مغادرا الأرض اليمنية في لحظة تاريخية فارقة سطرها أجدادنا الأبطال الاشاوس ليكتبوا رسالة عظيمة بدمائهم الطاهرة الزكية مفادها بأن هذه الأرض لايمكن أن تنكسر ولا أن ترفع المنديل مهما طال الزمن ولابد أن تهزم الغزاة وأذنابهم ولو كان الغازي بحجم تلك الإمبراطورية التي لا تغرب عن أملاكها الشمس فيكف بمن هم من دونها.
يا نوفمبر العظيم يا يوم النصر الأكبر لقد عدت إلينا وقد ضاع حلم صانعوك بعد أن عاد المستعمرون بثوب جديد ومزقوا الوطن حتى صار المناضلون غرباء و أدوات الطامعون وطنيون هكذا أنقبلت المعادلة وفشلت تلك الأدوات المصطنعة حتى ضاقت الأرض بمارحبت بشعبك المسكين فستوطن فيه الفقر ونخر في جسمه الجوع وفتكت به الأمراض وأصبحت رائحه الموت المخيفة تفوح في الازقة بدلا من رائحة البخور العدني الاصيل وقاد أمراء الحرب سياسية تجويع مميتة وغلاء معيشة مهلك لحياة المواطن البسيط وأنتشر الفاسدين وخفافيش النهار والخارجين عن النظام والقانون الذين تدثروا كذبا وزورا بلباس المنقذيين وهم أمراء حرب مخادعين....
يا نوفمبر العظيم ياشهر الانتصار الكبير رغم كل ذلك الأسى والحزن ولكن الجميل كل الجمال أنك في كل مناسبتك الجليلة مازلت توقد في نفوس أحفاد أبطالك حب الوطن وتجدد العزيمة والامل في قلوبهم وتمنحهم صمودا وكبرياء عاليا سيكون لهم زاد كبير وهم يسيرون نحو الأمام في طريق الحرية حاملين معهم مشاعل النور الوهاج في وسط ذلك الظلام الدامس بكل إيمانا ويقيننا بقدرتهم وكل أحرار الوطن وأبطال شعبك الصامد ببناء المستقبل اليمني الحديث وبناء الدولة بأسس سليمة وقواعد متينة و تحطيم الاغلال وتكسير كل القيود وأحلام الطامعين الخائبة إلى الابد .
والحقيقة الازلية أن بعد ذلك الليل الكالح سيبزغ نور الفجر الصادق وبعد ذلك الغروب المخيف سوف تشرق شمس الحرية وتنتصر الارادة الوطنية ويبتسم المواطن وينتصر الوطن ويعم السلام والوئام . ورحم الله الشاعر الدكتور عبد العزيز المقالح حين قال :
سنظل نحفر في الجدار
اما فتحنا تغرة للنور
او متنا على وجه الجدار
لا يأس تدركه معاولنا
ولا ملل انكسار
ان اجدبت سحب الربيع
وفات في الصيف القطار
سحب الربيع ربيعنا
حبلى بامطار كثار
ولنا مع الجدب العقيم
محاولات واختبار
وغدا يكون الانتصار
وغدا يكون الانتصار
