دنيا الخامري
(في اختلاف الأصدقاء شماتة الأعداء، وفي اختلاف الإخوة فرصة المتربصين، وفي اختلاف أصحاب الحق فرصة للمبطلين) وصفها شاعر وتنطبق على حالنا ووضع بلادنا في الوقت الراهن..
هذه الكلمات تلخص المعاناة العميقة والتحديات المستمرة التي لا تزال تقف حائلًا أمام تطلعات الشعب للعيش الكريم في وطن يعيد لهم الأمل والكرامة.
السلطة تفوض أما المسؤولية فلا.. هناك الكثير من التحديات والانعكاسات التي تؤثر على حياة الناس ومعيشتهم ولا تقل أهمية عن التحديات الأمنية والميدانية المتجسدة في إطار بناء الدولة وتعزيز مؤسساتها وتنمية الموارد والاقتصاد.. وعلى الرغم من وجود جهود مشتركة بين جميع القوى السياسية والوطنية لبلورة الأحداث وتجاوز الصعوبات والتحديات لكن للأسف ما تزال هناك وعود لم تحقق لتلبية طموحات الشعب الطامح بالحياة كحق إنساني لا غبار عليه، فالمشهد العام كان ولا يزال ضبابياً لأعوام واليمن من تمزيق وشتات إلى إيقاف دوران عجلة الحياة والاستقرار، كما أنه رهين للصراعات السياسية الداخلية والخارجية، بينما يبقى المواطنون في قلب هذه الصراعات يدفعون الثمن.
هكذا يترنح الوطن بين غياهب السياسة وبؤس الساسة شطر منه مظلم والآخر يُظلم وليس لأحد في حكمه سلطان، بعضٌ منهم أسرى وآخرون مختطفون وهناك المشردون والنازحون والمعتقلون وحتى المحررون كلهم في النهاية يمنيون بلا يمن يحتويهم ويحقق لهم ما يأملون!!
وبالرغم من المأساة العميقة التي يعاني منها الشعب في الوقت الراهن، يبقى هناك بصيص من الأمل ينبض في قلوب كل من يؤمن بأن التغيير قادم وأن المستقبل سيكون أفضل. فحتى في أحلك الظروف، يبقى الأمل في إعادة بناء الوطن على أسس من العدالة والكرامة، بعيداً عن الانقسامات والفرقة. فالتحديات التي تواجه البلاد قد تكون قاسية، ولكنها أيضاً تشكل فرصة للإرادة الوطنية الحقيقية التي يمكن أن توحد الصفوف وتغلب على الصعاب. فعندما تتجمع الإرادات الوطنية، وتتوحد الجهود، ويتركز العمل على بناء الدولة وتعزيز مؤسساتها، فإن ذلك سيكون مفتاحاً لتحقيق التغيير الإيجابي الذي طال انتظاره. فالتكاتف والتعاون بين الجميع، من دون استثناء، هو الأساس الذي يبنى عليه أي تقدم حقيقي.
في النهاية، ورغم كل التحديات، لا بد أن يتعافى اليمن، ويعود السلام والاستقرار، ويُجمع الشمل كما كان في الماضي، ليعيش اليمنيون في وطن يعيد لهم حقوقهم وحرياتهم، ويحقق لهم طموحاتهم وأحلامهم في حياة أفضل.