كان واضحًا لكل الساعيين إلى التغيير في سوريا أن نهاية الرئيس الطاغية بشار الأسد محسومة منذ فترة ليست بالقصيرة وأن حدوثها مسألة وقت ليس إلا؛ وهو ما حدث فجر اليوم الأحد ٨ ديسمبر ٢٠٢٤.
خرج الناس إلى الشوارع فرحين يحتفلون بزوال نظام ديكتاتوري قمعي باطش بمليشياته الإيرانية التي تخلت عنه في نهاية المطاف، في حين توارى الطاغية عن الأنظار وكأنه [مجرد عدم] وبضعة صور له تم الدوس عليها بأقدام لطالما انتظرت أن تفعل ما فعلته بفارغ الصبر، وهو فعل دائمًا ما تكرر حدوثه أثناء سقوط الأنظمة الديكتاتورية.
وفي حين قالت (نيويورك تايمز) أن "انهيار الشراكة بين إيران وسوريا من شأنه أن يعيد تشكيل توازن القوى في الشرق الأوسط وسوف يضعف محور المقاومة الذي شكلته إيران مع حلفائها المتشددين في لبنان والأراضي الفلسطينية وسوريا واليمن"، بث التلفزيون السوري الرسمي، اليوم الأحد، أول بيان للمعارضة السورية بعد دخولها العاصمة دمشق؛ ظهر تسعة أشخاص بلباس مدني، وألقى أحدهم كلمة قال فيها إن سوريا لكل السوريين بجميع أطيافهم.
تحدث البيان عن "تحرير مدينة دمشق وإسقاط الطاغية بشار الأسد وإطلاق سراح جميع المعتقلين المظلومين من سجون النظام". وأضاف البيان: "إننا في غرفة عمليات فتح دمشق [نهيب بالإخوة المجاهدين] والمواطنين الحفاظ على جميع ممتلكات الدولة السورية الحرة. عاشت سوريا حرة أبية لكل السوريين بجميع أطيافهم".
تبدأ سوريا مرحلة جديدة في تاريخها الحديث ومُنتظر منها أن تنهض من تحت الركام. وهي - وفق هذا البيان - أمام مفترق طرق، كل طريق فيها أصعب من الآخر؛ إما أن تكون حرة أبية لكل السوريين فعلًا بكل تنوعهم واختلافاتهم بحيث لا يتم تكرار أخطاء الماضي أو إعادة إنتاجها بأشكال جديدة، وإما يواصل (المجاهدون) فعل ما تعودوا على فعله خلال السنوات الفائتة على طريق (التمكين) ومن ثم إقامة دولهم الإسلامية التي لطالما حلموا بإقامتها وجاهدوا في سبيلها.
وفي حين ينتظر المواطنون أي الطرق التي سيقررها من يتصدر المشهد الآن في سوريا ما بعد الطاغية، ينظر الساعون إلى أن تكون اليمن لكل اليمنيين بقلق بالغ إلى مصير هذا البلد المغلوب على أمره وربطه بما حدث في سوريا؛ ويتساءلون في ما اذا كان حان الوقت لاستعادة الدولة ممن انقلب عليها بقوة السلاح على طريق الوصول إلى حل سياسي شامل وعادل ومستدام أو سيبقى الوضع [على ما هو عليه من اللا وضع] إلى حين ميسرة..!!