آخر تحديث :الجمعة-09 مايو 2025-10:54ص

رحيل د. سالم الطاهري وحمزة المفاجئ... ولحظات تفكر وتدبر

الخميس - 12 ديسمبر 2024 - الساعة 04:36 م
عفاف سالم

بقلم: عفاف سالم
- ارشيف الكاتب


صباح الاربعاء وارى الثرى جثمام الدكتور سالم الطاهري مدير عام البعثات السابق بوزارة التعليم العالي وتبعه الاحد حمزة بامهير المختص لقاعدة بيانات المبتعثين وقد كان حمزة يعاني سرطان الدماغ وقد خضع للعلاج بمصر لكنه انتكس بعد تماثله للشفاء ولحق بأستاذه ومديره الطاهري الذي باغته الأجل بين عشية وضحاها بجلطة دماغية بحسب ماقيل .


خبر رحيل الدكتور الوقور بعدن كان مفاجئا والاغرب منه رحيل أحد ذراعيه حينما كان بالبعثات الشاب الخلوق حمزة بمصر


انتقلت الجثامين الطاهري من عدن لشبوة وحمزة من مصر لعدن او حضرموت


جمعهما الجوار بمكتب العمل بقسم البعثات والاقامة في عدن وغادرا الوزارة معا بفارغ زمني قصير أحدهما بالإقالة والاخر لمداهمة المرض وحينما حان الاجل فرقهما هازم اللذات وتباعدت المسافات ليرقد كل واحد منهما بمحافظته


والأشد من ذلك كله ان تشرق الشمس عليك وقد صرت خبرا مقروء مفاده وفاة مسؤول حكومي بارز او وفاة موظف عادي او العثور على جثمان فلان الفلاني لينهي ويسدل الستار عن شريط حياة قصير ملخصه انك غدوت في خبر كان وعلى الدنيا السلام


تمنى الطاهري إنصافه والعودة إلى عمله وتمنى حمزة الشفاء من سقمه ... وبين الامنيات وتحقيقها يتربص الموت من دون تأجيل لا يمنح العباد فرصة للتوديع رقعة بيضاء وصلاة من دون ركوع او سجود ومكان عليم الله كيفيته اموحش ام مؤنس روضة من رياض الجنة او حفرة من حفر النار


كم هو صادم ان تصبح خبرا تتصدره صحبفة ان كنت مسؤولا او خبرا يلوكه لسان الشارع إن كنت من العامة


بالموت تطوى صفحات وتفتح صفحات جديدة الدنيا دار عمل والاخرة جزاء يوم يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب


انتهت رحلة الطاهري وحمزة وقد جسدا الطيبة والبساطة في تعاملهم مع المراجعين كما انتهت رحلة من سبقهم وستنتهي رحلة من امد الله في عمرهم هي مسألة وقت فقط


الجميع سيرحل لكن إلى اين سؤال صعب يجيب عنه العمل فلينظر احدكم ماذا قدم لغد وكم من مشهور في الأرض مجهول في السماء وكم من مجهول في الارض معروف في السماء


انظر إلى رصيدك مع العباد فالتواضع والرحمة يرفع والكبر والغلظة يخفض بل ان المتكبرين لا يدخلون الجنة ولا يشمون ريحها وتدوسهم اقدام الناس


لحظة تفكر وتدبر تكتشف فيها انك كنت تلهث وراء سراب خادع شعور يجربه كل من فقد عزيزا ثم تلهيه الدنيا بنعيمها الزائل فتنسيه اقتراب الأجل


مااكثر من يجمعون الاموال ويكنزون الذهب والفضة ويبنون القصور والدور ثم يمضون من دونها حفاة عراة ويبعثون حفاة عراة غرلا


كما ولدت تبعث والغرل الغير مختون فكما خلقك تبعث تدخلات الدنيا التجميلية تزول بزوالها لا تحمل من متاعك منها الا عملك فقط لا غير وستحاسب على كل شبر اخذته بالتطويق بسابع ارضين مع انك رحلت ولم تاخذ منها شيء لاخرتك وستحاسب على بطش يدك ولو كان قضيبا من اراك يعني عود السواك


سيرحل الجميع وسيتبعهم صدقة جارية او ولد صالح او علم ينتفع به فلينظر العاقل ماذا اعد من زاد ليوم الرحيل والوداع الاخير قبل ان يغدوا خبرا يبتهل الناس بالدعاء له او الدعاء عليه


تحللوا من مظالم الناس مادام في العمر بقية تحللوا في الدنيا قبل الآخرة فغدا لا درهم ولا دينار


اجتنبوا خطواتك الشيطان فهو يعدكم ويمنيكم ومايعدكم الشيطان الا غرورا


نسأل الله الهداية والثبات ورحم الله الدكتور سالم الطاهري وحمزة وطيب ثراهم ورحم الله جميع اموات المسلمين واسكنهم فسيح جناته


وماتنسوا الصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين


عفاف سالم