آخر تحديث :الجمعة-09 مايو 2025-04:40م

أسرى الهزائم

الخميس - 12 ديسمبر 2024 - الساعة 08:59 م
ماهر العبادي

بقلم: ماهر العبادي
- ارشيف الكاتب


في زوايا الوطن، حيث تتشابك الهموم وتتراكم الأسى، يعيش الناس أسرى هزائمهم. المواطن الجنوبي، الذي يخطو على أرضٍ عانت من صراعاتٍ لا تنتهي، يحمل على عاتقه أعباءً ثقيلة تتجاوز

مايمكن تحمله.

ظهره المحدودب ليس مجرد علامة على التعب، بل هو تجسيد لمعركة يومية مع الحياة، حيث تشتبك الآمال بالواقع.

وفي كل صباح، يخرج هؤلاء المواطنون إلى شوارع تشهد على قصصهم عيونهم، التي كانت تلمع بالأحلام، أصبحت ضبابية، تحمل في طياتها ملامح الوجع يحاولون التكيف مع ظروف قاسية، يواجهون الفقر والبطالة وانعدام الأمل، لكنهم لا يزالون يبتسمون تلك الابتسامة، رغم كل شيء، هي سلاحهم الوحيد في مواجهة قسوة الحياة.

أحلامهم التي ولدت في زمنٍ بعيد، تتلاشى مع مرور الأيام.

كل حلم يُداس تحت الأقدام، كل طموح يُخنق بواقع مرير يتجرعون مرارة الفقد، ليس فقط للأشخاص، بل للأماكن التي تمثل ذكريات جميلة.

كيف يمكن للإنسان أن يتقدم، بينما يجر خلفه كومة من الهزائم؟

لكن، وسط كل هذا الظلام، تظل هناك شعلة من الأمل هناك من لا يزال يؤمن بأن التغيير ممكن، هم أولئك الذين يرفضون الاستسلام، الذين يسعون لبناء جسور من الأمل رغم العواصف إنهم يزرعون بذور التفاؤل في قلوب من حولهم، ويشعلون نيران الإصرار في النفوس.

فلننظر إلى هؤلاء الذين يقاومون، الذين لا ينسون أن الحياة ليست مجرد معركة، بل هي رحلة. رحلة مليئة بالتحديات، ولكنها أيضاً مليئة بالفرص. علينا أن نتعلم من تجاربنا، أن نخرج من ظلال الهزائم نحو ضوء الأمل.

الوطن بحاجة إلى قلوب قوية، إلى أرواح تنبض بالحياة، إلى عقول تبتكر الحلول. فلنكن جزءاً من الحل، ولنستعد لكتابة قصة جديدة، قصة تتجاوز الهزائم، وتحتفل بالانتصارات الصغيرة التي تصنع الفارق.

دعونا نحرر أنفسنا من قيود الهزائم، ونبدأ في بناء وطن لا يخشى الهموم، بل يواجهها بجرأة وإصرار. فكل يوم هو فرصة جديدة، وكل لحظة تحمل إمكانية للتغيير. لنكن معاً، نعيد بناء أحلامنا ونصنع مستقبلاً يليق بنا وبشعبنا.