آخر تحديث :الجمعة-09 مايو 2025-04:11م

عدن وماضيها الجميل

الجمعة - 13 ديسمبر 2024 - الساعة 01:43 م
ناصر البرشاء

بقلم: ناصر البرشاء
- ارشيف الكاتب


عدن وماضيها الجميل

عدن، ما أجمل تلك الكلمة! منذ طفولتنا ونحن نسمع آباءنا وهم يتغنّون بجمالها، ببهائها، وبطيبة أهلها.

بجمال شوارعها، وعبق تاريخها، ورائحة حاراتها، وعشق بحرها الذي تأتيه الناس من كل مكان.

أتذكر يومًا أنني كنت مع والدي لإجراء إحدى العمليات الجراحية في مستشفى الجمهورية.

وبعد إجراء العملية والاطمئنان على صحة أبي، إذا بجدي يقول لي: "حان وقت الرحيل يا ولدي..."

حينها أحسست بشيء غريب بداخلي. وعندما بدأت السيارة تتحرك شيئًا فشيئًا إلى مسقط رأسي،

وأنا أنظر من نافذة السيارة وكأنني سأفارق الحياة. حينها أدركت لماذا كان آباؤنا يتحدثون عنها ويتغنّون بها.

عدن، تلك المدينة العفيفة النظيفة.

عدن، تلك المدينة الحبيبة القريبة من القلب. نعم، لا أبالغ حين أقول: قريبة من القلب.

عدن، يا سادة، هي المدينة الوحيدة التي جمعت بين بساطة أهلها وطيبتهم، وبين جمال مناظرها وتاريخها.

عدن هي صاحبة القلب الكبير الذي يتسع للجميع دون استثناء.

عدن أكبر من أن يسكنها الغرباء، أو يحكمها الدخلاء، أو يحرسها البلاطجة.

عدن، تغنّى بها أسطورة الغناء العربي أبو بكر سالم، ووصفها بأجمل العبارات وأعذب الكلمات.

فما بال الزمان قد تغيّر؟ وما بال أهلها قد تخاذلوا عنها وتركوا حبيبتهم تعيش مرارة الوقت؟

أصبح حال الحبيبة لا يسرّ أحدًا؛ الفقر والجوع ينهشان فيها، والأمراض تفتك بها، وغلاء المعيشة يضرب أهلها البسطاء.

ناهيك عمّا يحصل الآن من تأخير الرواتب، وضياع العملة، وتدهور السوق الاقتصادية بكافة جوانبها.

فهل تستحق عدن منا ذلك؟ وهل يستحق أهلها الطيبون كل هذا؟