آخر تحديث :الأحد-11 مايو 2025-10:24ص

ابجديات.......السقوط

السبت - 14 ديسمبر 2024 - الساعة 07:06 م
د. علي عبدالكريم

بقلم: د. علي عبدالكريم
- ارشيف الكاتب


من الذي تهاوى وسقط كسقوط طائر الرايخ....

لا والله كان كسقوط ريش طاووس تلاعبت به الرباح فهوى غير مأسوف عليه كان الاسف جله على سقوط الشام على سقوط مجدها الأموي سقوط سوريا الاعز من كانوا من على عرشها يا لوصمة التاريخ خذلوها جيشا وتخلى عنها لحظة الاحتياج لإعادة تصحيح مسار التاريخ من كانوا أسيادا و على عرشها تربعوا زمنا طويلا... ابليس... إسرائيل ...كان وسيط تاريخ بليد لبلد عريق له بالتاريخ باع ووجود وإبليس لا يهوى المنام في المناطق النائمة الخاملة ابليس يلهو يعرف من أن توكل الكتف فسوريا وجودا وتاريخا وجغرافيا ذات شأن تلعب برووس حمران العيون كما نقول نحن في اليمن سوريا الشام أو كما سماها الناصر عبد الناصر قلب العروبة النابض تتوسط حوض جيوسياسي تحلم بالسيطرة عليه وتتقاتل حوله امبراطوريات ودول...لذا زرعت بجوفه مبكرا انياب ابليس مشروع ابليس ليتمدد.. ليهدد... ليغير حسب مقتضيات مصالح قوى تتصارع تعيد رسم الخرائط تغير وتشكل الوجوة وهكذا كانت وما زالت رحلة ابليس ووجوده في منطقة الشرق قلادة الشيطان الأكبر حسب التسمية الإيرانية التي أصبحت شيطانا اصغر لديها قاموس سياسة مشابه لقاموس ابليس والقاموسان يتغيران حسب تغيرات الظروف وحسب مصالح تتطور لكن تظل عناصر الأساس التي سهلت كتابة القاموسين بلغتين مختلفتين لكن يظل الموجه للدفة والمثير للنقع والعواصف واحد يتمثل بكيان إسرائيل و امريكا القائد ويظل الغرب المساند وأطراف أخرى تلعب أدوارا حسب مقتضيات الحال قد تم توليدها وفق قراءات تتبدل حسب مقتضيات المصلحة والظروف وعبر قوى يتم تصنيعها حسب ظروف ومتغيرات كل مرحلة لما بعد مرحلة سايكس بيكو لتقطيع اوصال دول المنطقة لتتقاسمها دول المحور وبعد حرب السويس أتت امريكا ودولة الكيان تنمو وتزود غربيا بسلاحها النووي وتظل المنطقة بانوراما حروب استئصال واستزراع صراعات حالت دون مرحلة النمو والاستقرار ومضت المنطقة تحبو تحت أسر تخلفها تحت مسميات...... دول وسلطنات... ومشيخات هشة زرعت مصدرا للوقود ومحفظة للوفورات المالية وتم ترك وباقي الكيانات اتي حكمتها عسكرتاريا الانقلابات العسكرية لا تملك مشروعا وطنيا ومن حاول ذلك تم قمعه مبكرا أما عبر آلية الحروب تماما كما كانت المواجهات مع ناصر أو عبر تصعيد التدمير الداخلي عبر ثورات ما سمى بالربيع لاحقا وإعادة أسلمة المجتمعات التي فارقتها جوهرها القائم على العصبيات ومظاهر التدين وتلك كانت حشائش السفانا التي تم زرعها بكامل المنطقة العربية لتستكمل رحلتها بابتلاع سوريا عبر اغصان وحشائش السفانا التي تم زرعها وتنميتها وتمويلها تحت أسماء شتى دواعش وجهاد دويلة اسلامية قادت للاسف للنجاح المدوى ولتهيئة البيئة المناسبة الممزقة دينيا وثقافيا الخالية............ من اى احساس....... بالانتماء الوطني ليعلو صوت الجهادية والعودة لمنحنيات الضياع والتبعية للجهات التي مولت...... وأفسدت البيئات وشكلتها بما يتناسب والمطلوب اي تدمير أي مظاهر للدولة الوطنية

أليوم تم ابتلاع سوريا بعد عقد ونيف من الصراع المصنع جرى تقطيع أوصالها ليجري عبرها إدخال ما تبقى من مظاهر الدولة ثلاجة حفظ الموتي لحين يحين أجل الاستلام والتسليم وهكذا كان وهكذا رأينا جيشا يتهاوى سلطة تتوارى حلفاء يعيدون قراءة المشهد وفق ترتيبات جيوسياسية للمنطقة بكاملها فالراقص التركي على حدود الأناضول يستعيد أمجادا مضت والايراني ينتقم من إرث تاريخ مضى ما زال محفوظا بالتراث الفارسي والعرب قوم ممزقون بين كلا وحتى مع أن شعوبهم حية هكذا يقول التاريخ والحاضر هكذا تقول ثورة الجزائر وحرب عبور ودمار خط بارليف وتضحيات مناضلي شعب فلسطين وهبات سوريا التاريخ وثورات بلادنا اليمن الحزين...وهنا نقول لسلاح الميديا الهدام الكذاب اللاعب بساحات العقل حسب هوى مموليه

لم يعد مجديا الضخ والتقطير والبخل المشابه للرى بالتنقيط لا ستزراع مناطق القاحلة فما بات يتوارد ويرمى لنا بفتات المعلومات والفيديوهات التي تهيج وتثير نوع من الاستغراب مع أن الأمر كما ندرك ونفهم ونعي تماما مرتبط بقرون ابليس ونظرية التباديل والتوافق المطلوب وضعها كأمر واقع من باب الراعي الأمريكي ومن قبل سدنة الباب العالي ومن قبل حنجرة ابليس الصهيوني السامة لكى تخلتط علينا الامور وليتم التسليم بما هو منزل وان تباين مع هو مكشوف على الأرض من تمدد تركي وغزو صهيوني لسوريا الرجل المريض وامريكا تبارك...ونظام عربي متهالك شعوب ضائعة مغلوب على أمرها بين سودان محطم وليبيا تمزق ويمن مقسم ولبنان يحاصر ويدمر وفلسطين بالميدان وحيدا يقاوم وحكاما وشعوب بينهم فراغات تنشاء وتزداد اتساعا والسياسة لا تقبل الفراغ لأن هرمجدون أو طوفان الأقصى لم يقلق ابليس بل أخرجه عن طوره وأخرج معه من انشاه وهكذا كان العالم كله بجانب وإبليس وامريكا والغرب في جانب آخر وتم الضرب عرض الحائط بالشرعية الدولية اللغة الوحيدة لغة القوة...... واكتمل المشهد بحرب لبنان وقرار وقف إطلاق النار ليسدل الستار على سقوط دمشق لتضحك تركيا ولتصفق امريكا ولتتاوه المانيا بريطانيا فرنسا وملالي إيران يضربون اخماسا اسداس وكالعادة يموت العربي تحت اسياخ الحديد التي تطعنه من كل جانب والتي للاسف شارك بوعى وبدون وعى في صناعتها..... للأسف تم ابتلاع سوريا من قبل الرجل المريض الذي كان سببا لدمار العرب قبل أكثر من أربع مئة سنة وعاد اليوم تحت رايات الجهاد ليعدم ما تبقى أنها مرحلة اخرى لتشكل عالم جديد فهل سينجح الشرق بمشروع الخلاص من هيمنة الغرب ودولاره وهل سينجح الشرق بتنينه الصيني ودبه الروسى بمعية المهراجا الهندي وباقي الطيف الذي يود الخلاص من هيمنة الغرب الامريكي

للاسف الشديد فان الطرف الأضعف بهذا الحلم يتمثل بالطرف العربي بالرغم من امتلاكه كل مقومات أن يصبح أحد أهم عناصر القوة والتأثير بهكذا توجه عالمي جديد لكنه للأسف يجير كل عناصر القوة التي يمتلكها لعناوين وميادين أخرى تخدم الغير ولا تخدمه ولله في عباده الضائعين شوون