آخر تحديث :السبت-10 مايو 2025-01:15ص

لا كسرى بعد اليوم

السبت - 14 ديسمبر 2024 - الساعة 07:22 م
القاضي عبدالناصر سنيد

بقلم: القاضي عبدالناصر سنيد
- ارشيف الكاتب


مهما ما ابتكر المطبخ السياسي والإعلامي والديني الإيراني من شعارات طائفيه على غرار شعار الموت لأمريكا ، ومهما ما كانت تلك الشعارات تلامس قلوب ابناء الطائفة الشيعية بعد أن تم تعزيزها ببعض الخرافات الدينية من انتاج الخيال الديني لملالي إيران وأصحاب العمائم السوداء والبيضاء ، ومهما ما حاول اصحاب العمائم بمختلف الوانها تحت مضلة اسم الحسين رضي الله عنه من إعادة إنتاج الامبراطورية الفارسية وان كانت هذه المرة تحت صبغة الجمهورية الإسلامية كما يزعمون ، ولكن كل تلك الجهود قد انتهت مصداقا لقوله عليه الصلاة والسلام لا كسرى بعد اليوم.


كل ما ضخت به إيران من أموال ورجال في خلال ثلاثين سنة تقريبا ذهب هباء منثورا ، لقد رائينا بأم اعيننا سقوط محور الشر بدء بتوجيه ضربه قاصمه لحزب الشيطان جعلته يترنح وهو في طريقه حتما الى الزوال بعد أن جثم على صدور اللبنانيين وعبث بدولتهم ايما عبث تم ذهب ينشر الفوضى والقتل هنا وهناك في مختلف الدول العربية بحجة ان طريق القدس يمر تارة من سوريا وتارة يمر عبر العراق وتارة يمر من اليمن بعد أن تاه وضاع في الطرقات تلقى الضربة التي جعلته يستيقظ و يدرك بأن كل تلك الطرق كانت عبارة عن متاهة لهدف خسيس وهو اخضاع الدول العربية لإيران ، سقوط بشار الأسد كان ترجمه حقيقيه للايله الكريمة في سورة يوسف "الان حصحص الحق"، وهي كانت القشة التي قصمت ظهر البعير وعلمت ايران بقينا بأن الحقيقة ابلغ بيانا من الخيال.


اذرع إيران تعيش الآن حالة ما بين القلق و الاستنفار بعد أن تواترت الأنباء بأن إيران بدأت في سحب المستشارين العسكريين من العراق وان هذه الاذرع قد تركت لمصيرها بعد أن أصبحت عباره عن ملفات و قرابين يمكن تقديمها في أي وقت لإرضاء الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مقابل عدم المساس بإيران و برنامجها النووي مع التزام ايراني صارم بعدم انتاج اي قنبلة نووية ، تساءلت عن مصير كل تلك الأموال التي ضختها ايران ويقدرها الخبراء بقرابة التريليون دولار في إقامة وتشيد المفاعلات النووية والمصانع التابعة خدمة لبرنامج نووي وصاروخي طموح وتسليح وتمويل الجماعات الشيعية ودعم الحملات الإعلامية الطائفية لتمزيق شرايين المجتمعات العربية بخطاب طائفي مقيت لا أصل له لأجل إزالة العرب من الوجود كقوميه انتقاما من العرب الذي اصطفاهم الله تبارك وتعالى لتخليص البشرية من شر الإمبراطورية الفارسية ، لو أنفقت ايران هذه المبالغ على تحسين حياة الإيرانيين لعاش الإيرانيون حياة افضل ، بدلا من حالة الذل الذي تعيشها إيران وهي تستجدي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بالا يضرب إيران أو يمس قادتها ، هل استوعبت القيادة الإيرانية حقيقة بأن لا كسرى بعد اليوم ، لقد أهدرت إيران مئات المليارات على مدار ثلاثين عام في سبيل بناء محور الشر والذي انهار بعام واحد وبعد أن كان هذا المحور يحمي ظهر إيران و يمثل خط الدفاع الأول عن ايران أصبحت إيران اليوم تبحث عمن يحميها .