آخر تحديث :الجمعة-27 يونيو 2025-01:07م

إني لأشتمُ رائحة صنعاء

الأحد - 15 ديسمبر 2024 - الساعة 09:43 م
معتز الجعمي

بقلم: معتز الجعمي
- ارشيف الكاتب


على مشارف التحرير، تلوح في الأفق رائحة صنعاء، مدينة التأريخ والحضارة، التي طال انتظار أهلها وأحرار اليمن لاستعادتها إلى أحضان الجمهورية . صنعاء ليست مجرد مدينة، بل هي قلب نابض يحمل بين أزقته وأبنيته تاريخًا ممتدًا لآلاف السنين، وشاهدة على حضاراتٍ عظيمةٍ سطرت ملاحمها فوق ترابها.


اليوم، ومع اقتراب ساعة الحسم، تتعالى أصوات الحرية، وتتسارع خطى الأبطال الذين يرون في تحرير صنعاء ليس مجرد انتصار عسكري، بل استعادة لكرامة شعب بأكمله، وتجسيدًا لحلم اليمنيين بوطنٍ آمنٍ خالٍ من الظلم والتبعية.


صنعاء، تلك المدينة التي عانت في السنوات الأخيرة من ويلات الحرب والتشريد، ما زالت شامخة كجبل نقم، تنتظر بفارغ الصبر لحظة التحرر من القيود التي كبلتها. في كل ركنٍ من أركانها، تختبئ قصص البطولة والصمود، قصص أناسٍ رفضوا أن تنكسر إرادتهم رغم كل شيء.


رائحة صنعاء التي نشمها اليوم ليست مجرد هواء يهبّ من هناك؛ بل هي عبق التأريخ، وزفير الأرض التي احتضنت الأجداد، وصرخة الأمهات، ودموع الأطفال الذين ينتظرون غدًا أفضل. إنها دعوة لكل يمني للوقوف صفًا واحدًا من أجل إعادة صنعاء إلى أحضان الجمهورية والحرية والمساواة.


تحرير صنعاء هو أكثر من مجرد تحرير مدينة؛ إنه بداية جديدة لليمن بأكمله. إنه وعدٌ بأن الشمس ستشرق من جديد فوق جبالها وسهولها، وأن الظلام لن يدوم مهما طال.


وها نحن نقترب من اللحظة الحاسمة. أبطال المقاومة والجيش الوطني مستعدون بثبات، يحملون على أكتافهم آمال الملايين. صنعاء اليوم ليست وحدها؛ خلفها شعبٌ يرفض الاستسلام، وأمةٌ ترفع راية الحرية.


فيا صنعاء، اصبري قليلاً، فإن رائحة الحرية باتت أقرب من أي وقت مضى. إني لاجد ريحها