ها هو الفرق شاسع بين حاكم جاء ليخدمنا وحاكم ليحكمنا، فحينما يأتي الحاكم لخدمة شعبه ستجده مهموما مشغولا ليلا ونهارا من أجل خدمة شعبه، باعتباره مكلفا في تلك المسؤولية العظيمة دينيا وقانونيا وإنسانيا وأخلاقيا، فتجده يتنقل بين أوساط المواطنين من حي إلى حي ومن منطقة إلى أخرى ليتلمس أحوال الناس عن قرب لمعرفة ما هم فيه ليفرح من فرحهم ويحزن من حزنهم، فتجده يضع الخطط والبرامج لعمله اليومي ليستمر بما هو إيجابي ويتغلب على ما هو سلبي لإصلاحه، لتحسين أوضاع المواطنين وتقديم أفضل الخدمات لهم.
هذه بعض الأمثلة وليس الحصر لكل ما يقوم به ذلك الحاكم الذي جاء من أجل خدمة شعبه ووطنه بكل إخلاص وتفانٍ، نعم إنه ذلك الحاكم الذي يريده شعبنا ويحلم بوجوده في أرضنا، فمتى سنرى مثل ذلك الحاكم يا ترى؟!
أما الحاكم الذي يأتي من أجل أن يحكم شعبه فهو ذلك الحاكم الذي لا يهمه غير مصلحته الخاصة التي يريد تحقيقها من خلال ذلك المنصب، فهو يعيش في وادٍ وشعبه في وادٍ آخر، فلا يهمه معاناة شعبه ولا يفكر في تقديم أي معالجات لمعاناة المواطنين ولا يتلمس أوضاعهم عن قرب، فهو وأسرته يعيشون في نعيم، والمواطن المغلوب على أمره يعيش في جحيم، وتجده ما زال يطمع في كسب المزيد، وهذا ليس عما نحن فيه اليوم ببعيد.
بقلم/ محمد سعيد الزعبلي
