هل سقطت عدن السياسية؟؟

حتى الآن سقطت عدن الاقتصادية وتلاها سقوط عدن المدنية، عدن مدينة متعددة الثقافة متجددة الموارد متميزة التنوع والموقع، حالياً عدن ليست مدينة ميتة لا يرجى عودتها للحياة بل عدن في وضعها الراهن مدينة مشلولة أصيبت بطلق ناري اقعدها في صفحة الماضي على كرسي متحرك هذا الكرسي جاء هدية من دولة خليجية، ما نخشاه أن تدخل عدن في غيبوبة وهي مرحلة تسبق الموت تسمى بالموت السريري فالغيبوبة إذن موت على قيد الحياة.

عدن ستكون مدينة حية جميلة غنية إذا تم استقلال ايراداتها المحلية والسيادية في تطوير البنية التحتية والتوجه للطريق المؤسسي وصناعة نظام حقيقي يجلب الاستثمارات.

لكن ما حدث في عدن أن الفساد اليوم يلتف عدن ويطوقها من رأسها حتى أخمص قدمها كأنه ثعبان يخنقها من الخارج وسمه يدمرها من الداخل ويتهيأ لبلعها كتلة واحدة، وحين تصبح عدن في جوف ثعبان الفساد سيمتصها ويحولها إلى سم يلدغ به مدينة أخرى.

باتت عدن السياسية تلبس الفساد بكل جراءة وكأنه جلباب يسترها وهو اي الفساد يكشفها ويعريها أمام المستقبل حتى لا يكون لها مكان فيه.

وحين يلفُ الفساد عدن السياسية فإن عدن الاقتصادية تسقط كتحصيل حاصل وتسقط تباعاً بعدها كل عدن شيدتها ثورة أكتوبر ولا يتبقى لنا سوى عدن التاريخية نتباكى على اطلالها ونروي قصتها للأجيال.