آخر تحديث :الجمعة-09 مايو 2025-08:58م

جرائم وفساد وصراعات ووطني يبحث عن العدالة

الثلاثاء - 07 يناير 2025 - الساعة 05:06 م
شهاب سنان

بقلم: شهاب سنان
- ارشيف الكاتب


في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها بلادنا، تتزايد المعاناة يومًا بعد يوم، حيث تتراكم الأزمات المعيشية والإنسانية على كاهل المواطن البسيط. المشهد يبدأ مع برد الشتاء القارس الذي يهدد حياة النازحين في المخيمات، وهم يعانون من نقص حاد في الاحتياجات الأساسية، وسط سوء تغذية ينهش أجساد الأطفال ويدفع بمستقبلهم إلى المجهول.


لا تقتصر المعاناة على ذلك، فهناك جرائم قتل مستمرة تطال الأبرياء، بينما يبقى الجناة طلقاء دون محاسبة. هذه الجرائم، إلى جانب التحريض المستمر على التخوين والانقسامات، تفتح الباب أمام فوضى إعلامية تضج بالشائعات والمنشورات التي تغذي التوترات بدلاً من معالجتها.


وفي الوقت الذي ينتظر فيه الجميع حلولًا جذرية من المسؤولين، تصدمنا الأخبار المتكررة عن قضايا الفساد ونهب أموال الدولة، مما أدى إلى انهيار الاقتصاد وزيادة معاناة المواطن الذي أصبح عاجزًا عن تأمين أبسط مقومات الحياة. ارتفاع الإيجارات إلى مستويات خيالية، وتحديدًا بالعملة الصعبة، يزيد الطين بلة، بينما يستمر الجرحى من الجيش والمقاومة في العيش في إهمال مطبق، دون أي رعاية أو دعم.


على الجانب الآخر، هناك آلاف المختطفين والمعتقلين الذين يقبعون في السجون لسنوات طويلة دون محاكمات عادلة، في وقت تتحمل أسرهم ضغوطًا نفسية واقتصادية هائلة. وبينما تسود حالة من الغياب التام للرحمة والعدالة، ظهرت شبكات ابتزاز تمارس التهديد بحق الأبرياء، مما يعكس حجم الانفلات الأخلاقي الذي تشهده البلاد.


وفي خضم هذا الواقع المتردي، تعلو أصوات التحريض والدعوات إلى الانقسامات، بينما تسعى بعض المليشيات لاستغلال الفساد لزيادة نفوذها وتعزيز صراعاتها. هذا الاستغلال لا يقتصر على الفاعلين الرئيسيين فحسب، بل يشمل حملات إعلامية تهدف إلى تشويه صورة بعض الشخصيات أو الجماعات، مما يعمق الجروح الوطنية ويزيد من حالة الانقسام.


اليوم، يتساءل الكثيرون: ما الحل؟ وماذا يمكن أن نفعله لمواجهة هذا الوضع المتأزم؟ الإجابة لا تكمن في انتظار من بيدهم القرار، بل في التحرك الجماعي من قبل الإعلاميين والناشطين والمواطنين العاديين.


الإعلاميون مطالبون بنقل الواقع بشفافية ومصداقية، وتسليط الضوء على معاناة الناس دون مبالغة أو تحريض. عليهم تفنيد الشائعات التي تزيد الانقسامات والعمل على تعزيز روح الوحدة والتكاتف. في المقابل، يمكن للمواطنين البسطاء أن يلعبوا دورًا حيويًا من خلال دعم بعضهم البعض، سواء عبر مبادرات صغيرة أو حتى من خلال نشر الوعي حول أهمية التضامن الاجتماعي.


رغم كل هذا الألم، يبقى الأمل في قدرتنا جميعًا على التغيير. العمل يبدأ من الداخل، من كل فرد يتحمل مسؤولية بسيطة تجاه نفسه ومجتمعه. الوحدة والتكاتف هما السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمات وبناء مستقبل أفضل لبلادنا. فلا يمكننا الاستسلام للواقع، بل يجب أن نكون جزءًا من الحل، مهما كانت الخطوات صغيرة.