هُنا حضرموت
هُنا هضبة الكرامة
هُنا الثورة.
يوم الثلاثاء 7 يناير 2025م سيظل خالدًا في ذاكرة الحضارم، ويعني الكثير في ذاكرة النضال للحلف ومؤتمر حضرموت الجامع، ممثل حضرموت السياسي والشريك الفاعل إقليميًا ودوليًا، وتعد ما تسمى خطة تطبيع الأوضاع في حضرموت هي اعتراف مجلس الرئاسة بحقوق الحضارم، الذي نادَى به حلف القبائل ومؤتمر الجامع، وفي نفس الوقت، عبر بهذا المصطلح (خطة تطبيع الأوضاع في حضرموت) لتجنب ذكر أهل الفضل الحلف والجامع.
وفي الجانب الآخر، يوم مأساوي في ذاكرة رموز الفساد والمفسدين والمتسلقين ولحضارم التبعية ومعبري الفنجان وحراس المعبد.
الأيام القادمة، حين تفعيل قرارات 7 يناير، ستظل أيامًا شديدة البرودة حتى تفعيل ما تضمنه بيان الرئاسي تحت عنوان خطة تطبيع الأوضاع في حضرموت، الذي يعد مفاجئًا وغير متوقع. وهنا تترجم: "إن للضرورة أحكام."
بعد لحظات من إصدار بيان الرئاسي، باشر جميع صيادي المياه العكر، وهلت المباركات والتأييد للقرارات. وفي مقدمتهم (السلطة) التي أصدرت بيانات التأييد، ولكن من يعنيه الأمر وقائد التغيير، الحلف والجامع، اكتفوا بالتريث حتى اجتماع قيادات ومنسوبي الهضبة (الثورة)، وسيكون الرد.
البيان ومضمونه يعد كلامًا في الهواء ما لم يُطبق على الواقع، وهذا يحتاج جهدًا ووقتًا كذلك يعد كلامًا صدر من متغطرس أُرغم عليه من جهة لها وصاية وتعرف مآلات الأوضاع في حضرموت، وتعرف جيدًا أن هبوب رياح المشرق القادمة من هناك قد، ومؤكد، ستعصف بالمشهد، وستحقق للحضارم ما ينشدونه من زمان. وستغرد حضرموت خارج مسار التبعية.
إلى هنا وصحا الرئاسي واعترف ونطق:أولًا: اعتماد عائدات بيع النفط الخام المخزون في الضبة لإنشاء محطتين كهربائيتين، واحدة في الساحل وأخرى في الوادي، صيغة مطاطة مضمونها مثل ما سبق من وعود، قد وعد الرئيس هادي قبلكم ولم يُنفذ شيء.
ثانيًا ومخيف وخطير: دعم وإسناد الجهود الرامية لتوحيد وحشد أبناء حضرموت ومكوناتهم كافة، وتعزيز شراكتهم العادلة في هياكل الدولة بما يتناسب مع مكانة حضرموت واستحقاقاتها على مختلف المستويات.
اليوم عرفت مكانة حضرموت واستحقاقها! هل كان على حضرموت الرمال، وبانت لكم اليوم؟ الشيء الذي لا يدخل العقل هو حرص الرئاسي على دعم وإسناد الجهود لتوحيد الحضارم ومكوناتهم كافة. هذا نكران متعمد للحلف والجامع، ونكران فضلهم وقيادتهم لحضرموت، متجاهلًا شراكة الجامع في الدولة، الذي أصبح رئيسها الدكتور رشاد.
إنشاء مستشفى في الهضبة من عائدات الديزل، الآن عرفت يا رئاسي أن الهضبة تحتاج مشفى! دعونا نقول إن الهضبة رمز للصمود والعزة والكرامة، وقائد التغيير، وتستحق أكثر من مستشفى، ومن أموال حضرموت وليس لأحد فضل عليها.
اللعب بالمصطلحات: استيعاب أبناء حضرموت في القوات المسلحة والأمن انتبه وفقًا للقانون ومعايير التجنيد المعتمدة مسكين من أعد هذا البيان، ومسكين من أيده، أتوقع أن ما قام به الحلف والجامع هو ثورة بمعنى الكلمة، وستنال حضرموت حقها، وأهمها الحكم الذاتي.
جعلت من الرئاسي يقدم ما قدمه في بيانه الباهت، وتعد خطوة في اتجاه مطلب الحضارم الأزلي لتحقيق الهوية والسيادة وفق شراكة يعدها الحضارم ممثلين بحلفهم وجامعهم.
وإذا كان الإخوة في الرئاسي والحكومة يحترمون الوطن، عليهم المبادرة للتفنيد وتزمين التنفيذ، أما الحضارم فلا يمكن قبولهم بكلام دون فعل.
إدارة كافة العوائد المحلية والمركزية لصالح تنمية وإعمار المحافظة وفق خطة مشتركة مع الحكومة، كذلك الوقوف على ادعاءات الفساد المنسوبة لشركة بترومسيلة.
الآن عرفت فساد بترومسيلة؟ أما خطر في بالك يوم أن تسأل وزير النفط أو وزير المالية عن المحروسة أم الفساد "بترومصيبة." نعم، بالنسبة لحضرموت، بترومصيبة.
يا فخامة الرئيس، اجتهدت ولك الشكر. الشكر موصول لمن آواكم ودفاكم في هذا الشتاء القارص، وأسكنكم في أفضل الفنادق. بعد هذا، عليك اتخاذ خطوة في الاتجاه الصحيح.
إن حضرموت اليوم تجاوزت مطلب التجنيد وفق القانون. حضرموت هي اليوم تصنع القانون بفضل ثورتهم وبفضل رجال الهضبة وقيادتها من الحلف والجامع وقيادة المقدم عمرو بن حبريش ورجال عاهدوا الله والشعب الحضرمي أن يظلوا صامدين حتى النصر.
فما عليك إلا جمع ما تبقى معك من البرلمان المنتهية ولايته والشورى والمصالحة، وبحضور هؤلاء وهم كثر، لإعلان دستوري يمنح حضرموت الحكم الذاتي، ودعهم يبنون لليمن نموذج الاستقرار والتنمية، الحضارم صامدون ولن يتركوا مواقعهم. هذا غير قابل للنقاش.