محمد عبدالله الموس
شهدت ساحة العروض في خور مكسر صبيحة يوم ١٤ يناير ٢٠٢٥م فعالية جماهيرية دعت لها نقابات عمال الجنوب وشاركت فيها العديد من المنظمات الجنوبية من مختلف الطيف السياسي والشعبي الجنوبي.
ارتبطت ساحة الحرية (العروض) في الوجدان الوطني الجنوبي بانطلاق الحراك الجنوبي في العاصمة في ٧ يوليو ٢٠٠٧م من خلال فعالية قادها العسكريون الجنوبيون الذين تم ابعادهم بعد غزو الجنوب في ١٩٩٤م.
شهدت هذه الساحة اول إعتقال حين قام الأمن باعتقال الاخ العميد ناصر علي النوبة من داخل الساحة ورفض رفاقه مغادرة الساحة حتى اطلاق سراحه ورضخ الأمن واطلق سراح النوبة واحضاره الى منصة ساحة الحرية.
كما شهدت، خلال فعاليات الحراك الجنوبي، سقوط العديد من الشهداء والجرحى والمعتقلين الذين نرفع لهم القبعات احتراما واجلالا لتضحياتهم التي اوصلتنا الى اليوم.
شهدت فعالية الامس ١٤ يناير ٢٠٢٥م الكثير من احاديث النشطاء لوسائل التواصل المختلفة، كان بعضها شديد القسوة لكن الحديث الاشهر كان للاستاذ آفاق عبدالقادر الذي تزامن مع سؤ تفاهم بين الاستاذ آفاق وأحد موظفي قناة عدن المستقلة تدارك آثاره صاحب الخلق الرفيع الأخ عبدالعزيز الشيخ وطاقم القناة بالاعتذار للاستاذ اللحجي.
صدر عن الفعالية بيان متواصع، لكن البيان الاقوى كان في كلمات الاستاذ آفاق عبدالقادر اللحجي حين قال (انا اذهب للمدرسة وانا جائع واعود ظهرا وانا جائع، لكني فوق ألم جوعي أتألم اكثر لأني لا ادري كيف اتدبر وجبة غداء لاطفالي؟).
وزراء الحكومة (ومعظمهم في المهجر، والبعض الآخر في عزلة داخلية) يتقاضون راتب شهري يعادل راتب (ستة عشر عاما) لمعلم وسنوات اكثر للعسكري وسنوات اكثر من الإثنين للحد الادنى للاجور اما رواتب التقاعد فعدد السنوات يصير فلكيا، فهل فكر احدهم كيف يعيش الناس؟ هل هناك حمرة خجل في وجوههم ذات الابتسامات البلاستيكية؟.
نحن نعلم ان حكومة (المقاسمة) لن يقرأون بيان الفعالية، ولن يقرأه حتى العليمي وشلته، لكننا نرجو ان يقرأون الكلمات القليلة للمعلم آفاق اللجي، فالناس يمكن ان تتحمل غياب الخدمات لكنها لا تحتمل ان ترى الأطفال يصرخون جوعا.. هل فهمتم ام ليس بعد؟؟.
عدن
١٥ يناير ٢٠٢٥م
تم
