آخر تحديث :الأحد-07 ديسمبر 2025-11:05م

انتصار غزة

الخميس - 16 يناير 2025 - الساعة 08:25 م
أصيل الربيزي

بقلم: أصيل الربيزي
- ارشيف الكاتب


انتهت الحرب في غزة، وانتصر الحق، وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا، وضعيفا،ومستبدا، وجبّنا...


رغم الفرق الكبير بين إمكانيات العدو التي لا تعد ولا تحصى، وامتعة القسام البسيطة والمتاحة إلا ان غزة، بقيت صامدةٍ، شامخةٍ، محتسبهٍ بقوة إيمان خالط القلوب، وثبات يشد السواعد، فلم يبرحوا ولم يرفعوا الرية البيضاء، رغم ان جبل الرماة المليء بالأخوة لم يبقى فيه احد !


قاتلت غزة لأكثر من خمسة عشر شهراً، ليلاً، ونهاراً، شتاً، وصيفاً، وبراً، وبحراً، في رمضان، والعيد، وفي اشهر الحرم، والجح، وفي كل وقت وحين وهيّ

تمرق أنوف الصهاينة ويلات العذاب، لم تبقي لهم دبابه، ولا مدرعة، إلا واكلتها بالياسين، وشربتها بالتماهوك، هيجت جنود الاحتلال بالذعر والجنون وابطالها يخرجون عليهم كالاسود من تحت الأنقاض، ومن بين الانفاق، ويثخونون فيهم القتل ويجروهم إلى الأسر،


قاتلت غزة وحيدة، كاختٍ ليسُ لها اخوان،

كامٌ ليس لها أبوين،

كعزبا ليس لها زوج،

كاية نزلت من السماء

كأنها الياقوت والمرجان،

قاتلت بعذريتها التي لم تدنس، وبشرفها الذي لم يلوّث، قاتلت بعجزنا وخوفنا وجبننا قاتلت نيابة عنا وعن ديننا وأمتنا قاتلت حتى لانموت، وجرحت حتى لانصاب، وجاعت كي نشبع نحنُ، وضمات كي نرؤى نحن،

خذلنها بعجزنا، وبعناها بجبننا، وتفرجنا عليها وهيّ تذبح وتقتل وتموت ولكنها كانت حية عند ربها

فسلاما عليكم بما صبرتم فدخلوها آمنين



أصيل الربيزي