آخر تحديث :الأربعاء-20 أغسطس 2025-12:25ص

السعادة في عيون التعساء.. لماذا فاقد الشيء يرفضه وينتقده ؟!

الإثنين - 20 يناير 2025 - الساعة 08:22 ص
فادي الفقيه

بقلم: فادي الفقيه
- ارشيف الكاتب


إن ناقص الشيء غالباً ما يكون أول من يرفضه وينتقده بشراسة، ففاقد الحب يستنكر وجود قصص حب حقيقية، بينما يسخر فاقد العلم من المثقفين، مدعياً أن المعرفة لا تجلب سوى العناء، وعندما يتعلق الأمر بالمال، فإن من لا يملكه يرى أن الأثرياء لصوصاً لا يستحقون ما لديهم، وفاقد الوطن تزعجه فكرة الأوطان المرفهة لشعوبها، بينما فاقد الحرية يعتقد أن السير عكس التيار هو تمرد وجنون لأنه اعتاد أن يسير وراء القطيع، حتى السعادة، تلك النعمة التي يتمناها الجميع، فإن فاقدها يعتبر رحلة البحث عنها وتنمية الذات والعناية بالصحة النفسية والرفاهية اموراً سطحية وتافهة.

وهكذا يمضي الأمر في جميع جوانب الحياة نجد أن من يفتقر إلى شيء ما، يتألم وينزعج من مجرد فكرة وجوده في حياة الآخرين،، إنهم يعيشون في ظلال الإحباط وعدم القبول والرفض، حيث تصبح آراءهم انعكاساً لفراغهم الداخلي، وكأنهم يخشون أن تنكشف أمامهم تلك النعم التي يفتقدونها.

لذا يتجلى لنا بوضوح أن كل رفض أو انتقاد يأتي من مكان عميق من العوز والحاجة والنقص، حيث يصبح الافتقار عائقاً أمام الفهم والقبول، وتبقى النفوس المتعطشة تفتقد قدرة رؤية جمال وحقيقة الأشياء مادامت لا تملكها، محاصَرة في دائرة مغلقة تحول بينهم وبين جمال الحياة، تجعلهم أسرى لظلال الإحباط والفشل والرفض..!